أوصى المؤتمر التربوي السنوي الثامن والعشرون، الذي اختتم أعماله أمس في مركز عيسى الثقافي، بتحقيق أقصى درجات الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في مجال التعليم والتعلم. وعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار (نحو التمكين الرقمي في التعليم)، والذي افتتحه الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم، بحضور الدكتور علي القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، والدكتور عبدالله المطوع وكيل الوزارة لشؤون التعليم والمناهج، وعدد من المسؤولين، وبمشاركة 400 من مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات والاختصاصيين والاختصاصيات المعنيين. وقال الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم: إن موضوع المؤتمر لهذا العام يأتي استكمالاً لمشروع التمكين الرقمي في التعليم الذي دشنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، فيما يخص مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل، وذلك من أجل إعداد الطلبة والطالبات لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات، والإسهام الفاعل في بناء مجتمع المعرفة. ودعا النعيمي الحاضرين إلى الإسهام بفاعلية في المحاضرات وورش العمل المصاحبة للمعرض، والمشاركة في المناقشة المستفيضة لعدد من المواضيع التربوية الهامة، ومنها تأثير التمكين الرقمي على المناهج الدراسية من حيث الشكل والمضمون، وكيفية استفادة المدارس وقطاعات الوزارة من هذه المنظومة الالكترونية، ونوعية التدريب الذي يؤمن الاستفادة المثلى من تطبيق التمكين الرقمي، إلى جانب دور الأنشطة ومركز الموهوبين في إبراز الإبداعات الطلابية في هذا المجال والاهتمام بها منذ المراحل العمرية المبكرة، والتوسع في الاستفادة من إنجازات المعلمين والمعلمات في التمكين الرقمي وتعميم الممارسات المتميزة على الميدان التربوي. من ناحيتها، ألقت الدكتورة نورة الغتم الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي، رئيسة اللجنة العامة للمؤتمر كلمةً أكدت فيها أن التكنولوجيا تحظى بازدياد ملحوظ في العملية التربوية، من خلال تطبيق العديد من المشاريع التي توظف الأدوات الرقمية في المواقف التعليمية، مبديةً تطلع الوزارة إلى بلوغ مستويات متقدمة في استثمار التكنولوجيا عبر الأنشطة التفاعلية لتجويد السياسات والخدمات التربوية، وتوفير بيئة تعلم رقمي محفزة للإبداع، آملةً أن يسترشد المعلمون بالتوصيات الناتجة عن هذا المؤتمر في عملية التطوير، وأن تسهم العروض وورش العمل في وضع لبنات أجندة وطنية رقمية في سبيل التنمية المستدامة. بعد ذلك تم عرض فيلم حول مدارس الوزارة والجهود المبذولة لإيجاد بيئة تعلم جاذبة للطلبة، وفيلم آخر حول آراء عدد من منتسبي الهيئات الإدارية والتعليمية والطلبة وأولياء الأمور حول التمكين الرقمي في المدارس المطبقة للمشروع. بعدها قام وزير التربية والتعليم بتكريم المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر، إلى جانب تكريم المعلمين الذين أنهوا أعلى ساعات تدريبية في الدورات الخاصة بالتمكين الرقمي في التعليم من أكاديمية مايكروسوفت، ثم افتتح الوزير المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يعرض منتجات عدد من الشركات المتخصصة في مجال تقنية المعلومات والاتصال، إلى جانب عرض نماذج متميزة من الممارسات التربوية في مجال التعليم والتعلم داخل الصفوف في جميع المراحل التعليمية ومختلف المواد الدراسية. من جهته، أكد الدكتور علي القرني رئيس مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي أن "مملكة البحرين هي أول دولة خليجية تطبق التمكين الرقمي في المنطقة"، منوها أن هذا ليس بجديد على البحرين وهي الرائدة في كل المجالات ومن بينها التربية والتعليم. وأضاف القرني إن هذا المؤتمر يناقش موضوعا مهما وحيويا يشكل منعطفا حقيقيا في مجال التمكين الرقمي في المدارس، والذي يؤكد النقلة النوعية من مرحلة الاستثمار في الأدوات والاجهزة الى الاستثمار في البشر، وهو قرار صائب تتخذه مملكة البحرين ويضاف الى إنجازاتها في التربية والتعليم مؤكدا ان مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون يقوم أيضا بتدريب وتأهيل المعلمين حتى يقوموا بالدور المطلوب منهم على أكمل وجه.