تشكل النفايات التى خلفها الحجاج بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة التي تجاوزت في موسم حج العام الماضي اكثر من 100 طن، هاجساً كبيراً لدى امانة العاصمة المقدسة والتى تسعى لنقلها من داخل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الى خارجها ومعالجتها بالطريقة البيئية الصحيحة. وقال مدير عام النظافة المهندس محمد المورقي أن خطة رفع النفايات شملت التركيز على مشعر منى وعرفة ومزدلفة وكافة المناطق المحيطة بها بالإضافة إلى المناطق التي شهدت كثافة عالية من الحجاج، مشيراً الى أنه سيتم تنفيذ الخطة على عدة مراحل، تمثلت في ثلاث مراحل، الاولى تنظيف مشعر منى وازالة النفايات وتنتهي في 20/12/1436ه والثانية تنظيف مشعر مزدلفة وازالة النفايات وتنتهي في 22/12/1436ه والثالثة: تنظيف مشعر عرفات وازالة النفايات وتنتهي في 25/12/1436ه، وتفريغ الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية التي تم استخدامها اثناء الموسم ويتم الانتهاء من ذلك في 30/12/1436ه، واضاف ان العمل يجري في كامل الفترتين "الصباحية والمسائية " وسيتم خلال هذه المراحل انجاز مختلف اعمال النظافة مثل تفريغ الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية وصيانتها ميكانيكياً ومدنياً، بالإضافة الى نظافة الشوارع والمسطحات والجبال وردم الحفر ورش وتطهير دورات المياه والمستنقعات ومجاري الاودية وشفط المياه المتراكمة ومكافحة الحشرات. وبين المورقي أن حجم النفايات في زيادة عن الاعوام السابقة بعد ان بلغت خلال النصف الاول من شهر ذي الحجة "76.311" طنا بزيادة 10% عن نفس الفترة من العام الماضي، وتوقع أن تصل الزيادة حتى نهاية شهر ذي الحجة الى 15%. وقال وكيل امين العاصمة المقدسة للخدمات المهندس عبدالسلام بن سليمان مشاط ل "اليوم" ان الأمانة وضعت خطة عمل محددة ببرنامج زمني للانتهاء من نظافة كامل منطقة المشاعر المقدسة بحد أقصى 30 من ذي الحجة، مؤكداً أن الأمانة اتبعت العديد من الاساليب الجديدة في استخدام الاجهزة والمعدات، والتي ساهمت في الرفع من مستوى النظافة العامة وتهيئة الاجواء الصحية المناسبة لضيوف الرحمن، وكان لها الأثر الايجابي في تطوير أعمال النظافة العامة في اطهر البقاع وترجمة الجهود المبذولة لراحة الحجيج. من جانبه حذر خبير بيئي من ان تراكم النفايات بالمشاعر المقدسة يشكل خطرًا بيئيًا كبيرًا على سكان مكةالمكرمة، مشيراً إلى ان النفايات كنز كبير يمكن استثماره كبقية الدول عن طريق اعادة التدوير المتكامل لما تضمه هذه القمامة من ورق وزجاج ومواد بلاستيكية ومخلفات عضوية وزراعية وصناعية وغيرها، ويمكن تحقيق ما يقدر بنحو 18 إلى 28 مليار ريال سعودي او اكثر كعائد سنوي يضاف إلى ميزانية الدولة، إلى جانب توليد طاقة من هذه المخلفات توازي الطاقة الناتجة عن ربع البترول المستهلك في المملكة، وهذه الطاقة ستكون قابلة للاستخدام مباشرة دون الحاجة للمرور بمحطات تكرير وتنقية مثل البترول، لافتاً الى الكثير من الشركات العالمية مثل ألمانيا والصين تملك تقنيات حديثة تستطيع من خلالها التخلص مع الاستفادة وإنتاج طاقة كهربائية تستطيع ان تنير مدينة بكاملها والجهة المخولة في هذا الامر هي وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومن ناحية التلوث ان كانت هناك انبعاثات غازات من هذه التقنية فالشهادة المعتمدة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة هي التي تعطي الترخيص من ناحية مدى ملائمتها في انبعاث التلوث ووزارة البلدية هي الجهة التي ترخص لهذه الشركات،مؤكداً ان هناك الكثير من المستثمرين ورجال الاعمال جاهزين بالبدء بمثل هذه المشاريع، محذراً من من كارثة بيئية نتيجة تحلل المواد العضوية في الارض وتأثر موارد المياه الجوفية من تكدس النفايات وبقائها لفترة اطول.