استعرض الشاعران عددا من القصائد العاطفية والوطنية في أربع جولات برفقة مدير الأمسية علي الشيخ أكد الشاعر إبراهيم البوشفيع أن غياب الناقد يعد أحد الاسباب في غياب القصيدة التي تتسم بالفاعلية، مؤكدًا في الأمسية الشعرية التي أقيمت مساء أمس الاول بالخيمة الثقافية في مهرجان الدوخلة واستضافت معه الشاعر حسين آل عمار، وأدارها علي الشيخ، أن المشكلة تكمن في انتشار الغث ومجاملات النقاد. وذكر البوشفيع أن المشهد الشعري ما زال بخير، نافيًا قول البعض إنه في العناية المركزة ويعمل بالأجهزة الاصطناعية، مبينًا ما يظهر به هذا الجيل من انطلاقةٍ قوية مخيفة في الشعر تثير الخوف لدى الشعراء، مشيرا إلى وجود مشكلة بسيطة لدى الجيل الجديد وهي القطيعة مع التراث، فضلًا عن قلة الثقافة التي تضطره للدخول في الغموض. وعن سمات القصيدة الناجحة، ذكر البوشفيع أنها تتكون من ثلاثة أضلاع هي (اللغة العذبة والجميلة جدًا، والموسيقى التي ترن في أذن السامع كالموسيقى التصويرية التي تنقل المشاعر في السينما لنفسية المشاهد، والمعنى اللطيف المبتكر لا المبتذل)، محذرا من تقوقع القصيدة على الذاتية، وضرورة أن ينزل الشاعر من برجه العاجي إلى الناس ويرتفع بهم للمعاني التي يريدها بالكلام الذي يريدونه. فيما وجه الشاعر حسين آل عمار أصابع الاتهام للإعلام الذي يعد مجحفًا وقاطعًا للشعراء الذين ينقسمون لقسمين، منهم منزوٍ ويهرب من الإعلام، والآخر يتمنى أن يأتي له الإعلام الذي يعد (مليئًا بالشللية والصداقة). وعن تجربة ديوانه الذي طبع في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية لتجارب عامي 2011 / 2012، أشار إلى أنها تجربة جميلة هدفها جمع النصوص، متمنيًا أن يكون القادم أكثر دقة وعناية. وكانت الجولة الاولى مع الشاعر بوشفيع الذي قدم عدة قصائد منها "وجهي قصيدة" و"قل الروح" و"غابة الاسمنت" التي قال فيها: في غابة الاسمنت ترتكب الخطيئة مركبةْ و عيون هذا الليل من صخب الشوارع متعبةْ ترعف بالاسيد ترمدت عينا غزال الوقت فاكتحل القذى والأتربةْ ثم قدم مدير الامسية الشاعر حسين آل عمار، مشيرا إلى أن النادي الأدبي في المنطقة الشرقية قد نشر له مجموعته الشعرية الأولى، ليقدم بعدها آل عمار عدة قصائد، منها "جرح أمين" و"رئة وذخر" و"اختناق" و"ملحودة الصوت" وفيها: جوعي اللذيذ وصحن فارغ ويدُ من حانة في ضمير الليل تحتشدُ نمارس الحلم كي لا نتقي أحداً و كي يموت على كراسنا الحسدُ وفي الجولة الثانية قدم الشاعر بوشفيع قصائد أخرى منها "ريشة من رماد" و"قمار" و"قل الروح" التي قال فيها: روح براها الله / من مصباحه / فلذا تحن لرحلة المعراج عجنت بأنفاس الألوهة نفحة / وإن استوت في ظلمة الأمشاج وقرأ الشاعر آل عمار في الجولة الثانية قصائد أخرى منها "نصف كوب" و"غياب" و"بوح مختنق بنا" و"أن تفي بالخيانة" التي احتوت على هذه الأبيات: قد القميص وخان الصدر معطفه وقلبي الغض لم يحفظه يوسفه بدهشة الخوف أزراري مقطعة وناسج الحرف قد باعته أحرفه وفي الجولة الثالثة أتاح مدير الأمسية فسحة للشاعرين ليتحفا الجمهور بعدة قصائد أخرى، فقدم الشاعر بوشفيع قصائد منها "آمني بي" و"أسافر كالدراويش" و"الصبايا" جاء فيها: خلق الله الصبايا/ من رحيق الجنة الأولى / وفيهن من النار شظايا خلق الله الصبايا / من ضلوع التوت والورد/ لذا فيهن ما زال فيهن من الشهد بقايا فيما قدم حسين آل عمار عدة قصائد في نفس الجولة منها: "ذئب ملائكي" ، و"أحلام مبعثرة" ، و"حواء وضمير الكرز" التي جاء فيها: ورد على حنائها يتأرجُ / وسكاكر بشفاهها تتدحرجُ هبطت سلالم وحيها تفاحة/ من عهد آدم في الثرى تتأرجحُ