أدلى سكان كاتالونيا بأصواتهم الأحد لانتخاب برلمان المقاطعة في اقتراع يمكن ان تهز نتائجه اسبانيا. وفتحت مراكز الاقتراع في كاتالونيا ابوابها عند الساعة التاسعة لهذه الانتخابات الحاسمة التي يفترض ان يعبر فيها الناخبون عن موقفهم من خطة الاستقلاليين الذين يريدون الانفصال عن اسبانيا في 2017 على ابعد حد. وتريد اللائحة الرئيسة للاستقلاليين "معا من اجل نعم" التي يعد الرئيس المنتهية ولايته ارتور ماس اهم شخصياتها، اطلاق عملية الانفصال اذا حصلت مع اللائحة الاستقلالية الاخرى على الاغلبية المطلقة في كاتالونيا، اي 68 من اصل 135 مقعدا. وتأتي هذه الانتخابات في المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها 7,5 مليون نسمة بعد سنة على الاستفتاء الذي جرى في اسكتلندا ورفض فيه الناخبون الاستقلال. ولم يخطئ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. فقد زار برشلونة في نهاية الحملة لدعم "صديقه" رئيس الحكومة الاسبانية المحافظ ماريانو راخوي وأكد ان اوروبا تحتاج الى "اسبانيا موحدة" في "هذه الاوقات الصعبة". وسكان كاتالونيا منقسمون جدا وقد يلتزمون الحذر باعطاء اصواتهم الى مجموعة من الاحزاب ترفض الانفصال مثل الحزب الشعبي الحاكم وسيودادانوس والاشتراكيين وبوديموس. وقالت الزعيمة المحلية للحزب الشعبي أليشا سانشيز كاماشو ان: "مستقبل اولادنا واحفادنا في خطر"، بينما عبر ماريانو راخوي الذي قام بخمس جولات عن امله في ان يسمح التصويت بالعودة الى "الوضع الطبيعي". واذا ما استقلت كاتالونيا، فستأخذ معها خمس اجمالي الناتج المحلي لاسبانيا، التي تعد الاقتصاد الرابع في منطقة اليورو، وتؤمن ربع صادراتها. ويقيم شعبها صلات وثيقة مع انحاء البلاد الاخرى. فلثلاثة ارباع الكاتالونيين اجداد في مناطق اخرى. لكن النزعة القومية لدى عدد كبير من الكاتالونيين الفخورين بثقافتهم قد تحولت الى المطالبة بالاستقلال من جراء الازمة والفساد والعلاقات العادية مع السلطة المركزية. واججت الشخصيات الموجودة هذه الميول، اي ماريانو راخوي وابرز شخصيات الحركة الرئيس الكاتالوني المنتهية ولايته ارتور ماس. وحرص الاول على تعديل وضع الحكم الذاتي الذي حصلت عليه كاتالونيا خلال ولاية الحكومة الاشتراكية السابقة وسحب لقب "الامة" منها. وقد ربح القضية في 2011 عندما قررت المحكمة الدستورية ان اللقب لا ينطوي على اي قيمة قانونية. وجعل الثاني منها ذريعة للحرب، عندما شعر عدد كبير من الكاتالونيين بالمرارة من جراء التوزيع غير العادل للضرائب على الصعيد الوطني كما يقولون. وبعد استفتاء رمزي في نوفمبر 2014، قرر اخيرا تقريب موعد الانتخابات الاقليمة التي كانت مقررة اواخر 2016.