يدلي سكان كاتالونيا بأصواتهم الاحد في انتخابات محلية مبكرة تتمحور حول استقلال هذه المنطقة الواقعة شمال شرق اسبانيا، ويمكن ان تؤثر على مستقبل البلاد ، وفي كاتالونيا التي يبلغ عدد سكانها 7,5 ملايين نسمة، فتحت مكاتب الاقتراع في التاسعة صباحا حيث يتعين على الناخبين اختيار نوابهم الاقليميين وتقرير ان كانوا يريدون بدء اجراءات الانفصال ، و وصفت صحيفة "ال باييس" اليسارية الانتخابات بانها "تاريخية" في حين أفادت الاستطلاعات أن الكتالونيين قد يختارون أغلبية من النواب المؤيدين للاستقلال في البرلمان الإقليمي. ولكن سكان كتالونيا منقسمون فهم قد يختارون الحذر ايضا، من خلال إعطاء اصواتهم إلى مجموعة من الأحزاب التي تعارض الانفصال مثل الحزب الشعبي الحاكم (يمين) وسيودادانوس (وسط يمين) والاشتراكيين وبوديموس. وقالت الزعيمة المحلية للحزب الشعبي أليسيا سانشيز كاماشو في ختام حملتها "ان مستقبل أولادنا وأحفادنا في خطر"، فيما طلب ماريانو راخوي الذي قام بخمس جولات من التصويت للعودة الى "الوضع الطبيعي". وأمام جماهير متحمسة، قال اوريول جونكوراس رئيس حركة اليسار الجمهوري التاريخية المطالبة بالاستقلال، "وصل شعبنا الى أبواب الحرية ... وعدت جدي بأننا سنصل إليها في أحد الأيام". وقال المؤرخ كارلوس اندريس جيل "إنها ليست اسكتلندا" .. وأضاف "إننا لا نتحدث عن منطقة ثانوية للبلاد، إنما عن أهم المناطق الصناعية ، ولطالما كانت برشلونة عاصمة أكثر حضورا على الساحة الدولية من مدريد". وإذا ما استقلت كاتالونيا فستأخذ معها خمس إجمالي الناتج المحلي لإسبانيا، التي تعد الاقتصاد الرابع في منطقة اليورو، وتؤمن ربع صادراتها. لكن النزعة القومية لدى عدد كبير من الكاتالونيين الفخورين بثقافتهم قد تحولت الى المطالبة بالاستقلال من جراء الأزمة والفساد والعلاقات الضعيفة مع السلطة المركزية ، وقد اججت تلك الميول الشخصيات الموجودة: ماريانو راخوي وابرز شخصيات الحركة الرئيس الكاتالوني المنتهية ولايته ارتور ماس. فقد حرص الأول على تعديل وضع الحكم الذاتي الذي حصلت عليه كاتالونيا خلال ولاية الحكومة الاشتراكية السابقة وسحب لقب "الأمة" منها ، و قد ربح القضية في 2011 عندما قررت المحكمة الدستورية ان اللقب لا ينطوي على أي قيمة قانونية. وجعل الثاني منها ذريعة للحرب، عندما شعر عدد كبير من الكاتالونيين بالمرارة من جراء التوزيع غير العادل للضرائب على الصعيد الوطني كما يقولون ، ومنذ 2012، دأب ارتور ماس على المطالبة بإجراء استفتاء على تقرير المصير، شبيه بالاستفتاءين اللذين أجريا في كيبيك واسكتلندا، ولم يسفرا عن نتيجة. وبعد استفتاء رمزي في التاسع من نوفمبر 2014 شارك فيه 2,2 مليون شخص، قرر أخيرا تقريب موعد الانتخابات الإقليمة التي كانت مقررة أواخر 2016. وقد جمع الفريق المطالب بالاستقلال -من اليمين الى اليسار الجمهوري- في لائحة واحدة "معا من أجل النعم"، ودعا الناخبين الى التصويت عليها والموافقة على برنامجه الذي يقضي بقيادة المنطقة الى "الحرية" في 2017.