مع إشراقة شمس كل يوم جديد؛ يزداد ذلك الصرح الشامخ عطاءً وتوهجاً. ففي كل مكان على وجه الأرض له بصمة، آثارها بينة وثمارها يانعة. سخر نفسه لخدمة وطنه وشعبه، همه إدخال الفرح والسرور، وغايته تفريج الكرب، إنه خادم الحرمين الشريفين نقول له جميعاً كل عام والخير يعم وطننا، والأمن والأمان يخيم علينا تحت قيادة حازمة حانية، كل عام وأنتم بخير. عام مميز بقائد مميز وشعب مميز؛ إنه عام 1436ه/2015م حيث يحتفل الشعب السعودي في ذكرى اليوم الوطني الخامس والثمانين الموافق يوم وقفة عرفة، ويشهد هذا العام احتفالات عارمة في جميع مناطق المملكة، فلأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية تجتمع المناسبتان العظيمتان معاً – العيد الوطني وعيد الأضحى المبارك -، فترتدي المملكة زيها الأخضر المطعم بالحب والابتسامة المشرقة المستبشرة بالخير بموقف عظيم تهتز له مشاعر الأمة الإسلامية بأكملها خلال تأدية خامس أركانها الإسلامية، ولنقف جميعاً إجلالاً واحتراماً لهذا الوطن المعطاء الذي قدم الكثير والكثير لأبناء الأمة العربية والإسلامية، وهنيئاً لنا بهذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً وعزائنا لكل من فقد وطنه، فمن فقد حضنه الكبير "الوطن" كمن فقد حضنه الصغير "الأم" فكلاهما ألمه موجع جداً. وطننا عظيم بمعنى الكلمة ؛ إذ إن من أعظم ما يقدمه سنوياً للأمة الإسلامية هو خدمة حجاج بيت الله الحرام، فما نسمعه من قادة المسلمين وشعوب العالم الإسلامي الذين تمكنوا من القيام بفريضة الحج سواء هذا العام أو الأعوام السابقة الكثير من الإعجاب والتقدير للمستوى الرفيع الذي وصلت إليه أجهزتنا الحكومية في أداء مهامها كل في مجال اختصاصه. ولا شك أن هذا التقدير لم يأت وليد الصدفة بل هو نتاج جهود مكثفة مخلصة وصادقة، يسبقها التخطيط والدراسة والاعتكاف على العمل الجاد. ومن هنا نجد أن الشكر والتقدير لرجال الوطن المخلصين المتفانين الذين قاموا بواجبهم على أكمل وجه سواء في الميدان أو خلف الكواليس واجب علينا جميعاً، فالتعامل مع هذا العدد الكبير من حجاج بيت الله الحرام بالملايين - الذين أتوا من كل فج عميق، ومن كل جنس، ومن كل المستويات، منهم القادر والعاجز، ومنهم الصغير والشيخ الكبير، ومنهم الغني والفقير - ليس بالأمر اليسير. وكان هناك حسن تصرف أدهش الجميع، وجلب التقدير لهذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً. فلله الفضل أولاً ثم لجهودكم المخلصة ثانياً. اليوم نفخر بكم أبناء هذا الوطن الشامخ، ونشعر بالسعادة لأننا أرضينا الله قبل كل شيء ثم أرضينا ولاة أمرنا وشعبنا وحجاج بيته الحرام.