منظر يصف بر الولدين والإحسان للحاج الاندونيسي بدري مير والذي يضرب أجمل الأمثلة في البر بوالديه حيث إنه حمل والدته على ظهره طيلة ايام الحج ليساعدها على أداء مناسك الحج ويقول أنه البر والإحسان الذي أمر الله سبحانه وتعالى به وبذل كل جهده على أن يطبقه على سلوكه ومعاملته لوالدته سمعا وطاعة لوجه الله تعالى وطمعا فيما عنده من فضل وخير وبركة وإحسان. ويصف ل "اليوم" الحاج بدري الذي يبلغ من العمر 53 عاما مدى السعادة التي بداخله عندما حمل والدته على ظهره وهي تمسك بيديها في عنقه وتبلغ من العمر 85 عاما ويتذكر عندما كان صغيراً فقد كنت على ظهرها وهيا تحملني وتلعب معي وحان الوقت لرد بعض الذي كانت تفعله من أجل أن تسعدني وتفرحني. وأوضح أنه أجر عظيم وكبير وأنت تحج بوالدتك في أعظم عمل للمسلم وفي أطهر مكان بلاد الحرمين وفي ظل وجود حشود كبيرة من المسلمين واختلاف الأجناس، وأغلى ما أملك حيث انها فوق ظهري وكنت أسير بوالدتي بسرعة بين الحجيج أخشى عليها من حرارة الشمس وأظلها بين المخيمات وعند قطار المشاعر كنت أظللها بسقف المحطة وكانت أمنيتي أن أحج بوالدتي وهي على ظهري بعد أن تعبت في ولادتي لماذا لا أتعب في حياتها وأسعدها لأنها عندي بكل الدنيا. وقال الحاج بدري: "لم أفكر يوما أن آخذ عربة وأدفع بها والدتي ما دمت بصحتي وقوتي كما أن زوجتي معي تساعدني في شرب الماء ولم أشعر بأي تعب لا في يوم عرفة ولا مزدلفة ولا في مشعر منى وحتى رمي الجمرات، فقط أبعد عن الازدحام حتى لا يحصل تدافع أو اختناق فحياة والدتي أغلى وأهم من حياتي حيث ان زوجتي سعيدة بما أقوم به من بر مع أمي لكي يرى أبنائي ويتعلموا كيف يكون حب الوالدين". أما بالنسبة لرسوم الحج فهي تبلغ 3200 دولار شاملة التذاكر للشخص الواحد ويعتبر المبلغ مرتفعا ولكنها حجة العمر فجلست أجمع في المبلغ أنا وزوجتي في الغربة حتى تم توفير كامل المبلغ ولله الحمد بعد ذلك لا أفكر في العمل خارج البلاد بل في المزرعة الموجودة لدي وأخرج منها مصاريف البيت لان الغربة صعبة والبعد عن والدتي وهي في أمس الحاجة لي وأسأل الله أن يكتب لي أجر برها وتكمل حجها وتحقق أمنيتها". كما لا أنسى أن أشكر رجال الأمن الذين يبذلون كل جهدهم في سبيل تيسير أمور الحج وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على ما نشاهده من تطور ملموس في بلاد الحرمين وتسهيلات لحج بيت الله الحرام أسال الله أن يمد في عمره وصحته.