قالت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجريني الجمعة إن الاتحاد الأوروبي سيواجه تدفقا كبيرا للمهاجرين حتى إذا تمكن المجتمع الدولي "بمعجزة" ما من إنهاء الصراع في سوريا. وتأتي سوريا في مقدمة الدول التي يتدفق منها اللاجئون والمهاجرون إلى الاتحاد الأوروبي. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة دخل اليونان وإيطاليا 485 ألف شخص منذ بداية يناير من العام الجاري من بينهم أكثر من 182 ألف سوري. وقالت موجريني لصحيفة "ريببليكا" الإيطالية: "دعونا لا نخدع أنفسنا.. سوريا اليوم في موقع بارز، حيث غادرها أربعة ملايين لاجئ للخارج ويوجد بها ثمانية ملايين نازح داخل الأراضي السورية. ولكن خارج سوريا هناك عالم من الحروب والمجاعات والبؤس". وأضافت "حتى وإن تمكنا بمعجزة ما من حل الأزمة السورية غدا، ستظل ليبيا ممرا مفتوحا لا يخضع للسيطرة إلى أوروبا، على الأقل حتى نتمكن من إعادة بناء الدولة هناك. وبالإضافة إلى ليبيا هناك أفريقيا بأسرها". وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية امس إن حوالي ثلث طالبي اللجوء الذي يصلون إلى ألمانيا ويزعمون أنهم من سوريا ليسوا سوريين. وقال المتحدث توبياس بليت في مؤتمر صحفي "30 بالمائة من طالبي اللجوء الذين يزعمون أنهم سوريون ليسوا سوريين وفقا لهذا التقدير". لكنه أضاف إنه لا توجد إحصائيات دقيقة. ويواجه الاتحاد الأوروبي أكبر موجة من المهاجرين واللاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتختلف دُوَلهُ الأعضاء في الرأي بشأن عدد الوافدين الجدد الذين يمكن استقبالهم وسبل توزيع هذه الأعداد. وقالت موجريني إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعدا لإصلاح قوانين اللجوء من خلال تصويت الأغلبية، مثلما قرر في وقت سابق هذا الأسبوع إعادة توزيع 120 ألفا من طالبي اللجوء مبطلا بذلك أصوات الدول المعارضة الأربع التشيك والمجر ورومانيا وسلوفاكيا. وأضافت موجريني: "يجب أن نتعامل من هذا الموضوع كأزمة أوروبية، وبالتالي سوف نتحرك في هذا الاتجاه، ونأمل أن نتمكن من القيام بذلك بالإجماع. لكن استخدام الأدوات التي تسمح بها اتفاقية الاتحاد الأوروبي لا يجب أن يكون محظورا" في إشارة إلى التصويت بنظام الأغلبية. التدفق مستمر ولا يزال عدد اللاجئين الذين يحاولون بلوغ اوروبا الغربية عبر البلقان كبيرا الجمعة، بعد يومين من قمة اوروبية استثنائية سعت الى توفير استجابة مشتركة لهذه الظاهرة. ووصل حوالي 4500 شخص الى الحدود النمساوية آتين من المجر، بحسب ما اعلنت الشرطة النمساوية. ويوم الخميس، وصل ما مجموعه 7500 مهاجر الى الحدود النمساوية وهو عدد اقل من عشرة آلاف كان يتوقع وصولهم. وتسعى غالبية هؤلاء للوصول الى المانيا. اما في المجر، فتراجع التدفق بشكل طفيف الخميس حيث تم تسجيل 8104 مهاجرين، مقارنة ب10046 تم تسجيلهم الاربعاء، بحسب ما اعلنت الشرطة المجرية الجمعة. ويصل هؤلا اللاجئون بشكل حصري تقريبا من كرواتيا، بعدما اغلقت بودابست حدودها مع صربيا في 15 سبتمبر. وأشارت زغرب الجمعة الى انها سجلت 8500 وافد جديد الخميس، ليصل بذلك عدد الاشخاص الذين عبروا البلاد منذ 15 سبتمبر الى 55 ألفا. وعلاوة على ذلك، بقي التدفق كبيرا على الحدود بين مقدونيا واليونان، حيث يعبر ما بين ثلاثة وأربعة آلاف شخص يوميا، قبل التوجه الى صربيا.