فيما تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتحرير كامل الأراضي اليمنية وإعادة إعمار البلاد، قتل 25 مصليا وجرح العشرات في تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش في مسجد بصنعاء أثناء اداء صلاة عيد الاضحى، وشوهدت آثار الدماء والركام على أرض المسجد. استهدف التفجير جامع البليلي القريب من كلية الشرطة في وسط صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون. وأكد شهود عيان انفجار عبوة ناسفة اولا داخل المسجد قبل ان يقوم انتحاري بتفجير حزامه الناسف عند المدخل فيما كان المصلون يهرعون للخروج. وأعلن داعش أن منفذ الجريمة يدعى ابو عمر الحديدي. وقال المسؤول بالمسجد عدنان خالد إن المهاجمين خبؤوا المتفجرات في احذية وملابس ليتجاوزوا اجراءات التفتيش عند المدخل والتي بدأ تطبيقها بعد هجمات سابقة. وقال: "عثرنا على قنبلة في حذاء ومتفجرات مخبأة في ملابس داخلية متروكة في الحمام"، مضيفا إن عبوتين لم تنفجرا فيما انفجرت ثالثة داخل المسجد مثيرة الذعر. وأوضح "فيما هرع المصلون للخروج من قاعة الصلاة حاول انتحاري دخول المسجد عنوة.. فقام ضابط امن بتوقيفه عند المدخل وفجر نفسه". وفي عدن، في خطاب بمناسبة عيد الاضحى قال الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي إن الحوثيين "منيوا بالهزيمة تلو الهزيمة" وإن "اليمن سيتحرر قريبا". وبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية في 26 آذار/مارس الماضي ضربات جوية تستهدف الحوثيين تبعتها في تموز/يوليو عمليات برية. وأطلقت القوات الموالية لهادي عملية كبيرة ضد الحوثيين في محافظة مأرب الغنية بالنفط شرق صنعاء في وقت سابق هذا الشهر بهدف استعادة العاصمة. وأغرق الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بلاده في الفوضى منذ 2012 وانهار الامن منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة قبل عام. وفي محافظة تعز، (256 كلم جنوبصنعاء)، أفادت مصادر محلية بمقتل ثلاثة مدنيين وجرح 14 آخرين في قصف شنه الحوثيون وجنود المخلوع. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن المتمردين شنوا قصفاً عشوائياً على حي الضبوعة وسط المدينة واستهدفوا فيه مصلى العيد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح 14 آخرين بينهم أطفال. وتشهد أطراف المدينة مواجهات مسلحة بين المتمردين وقوات الحكومة. ولفتت إلى أن الحوثيين مستمرون في حصار المدينة من جميع الاتجاهات مانعين دخول المساعدات الغذائية والطبية، الأمر الذي زاد من تفاقم الأوضاع الانسانية بداخلها. وفي محافظة مأرب -173 كلم شمال شرق صنعاء- سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على أحد المواقع التي كانت في قبضة المتمردين. وقالت مصادر صحفية من مأرب إن الجيش الوطني والمقاومة مدعومين بوحدات من قوات التحالف العربي سيطرا على موقع "تبة الدفاع" غربي مأرب بعد مواجهات عنيفة مع المتمردين. كما اندلعت مواجهات عنيفة في محيط "تبس البس". ولفتت المصادر إلى أن طيران التحالف العربي شن عدة غارات جوية على مواقع المتمردين في الجبهة الغربية، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية تابعة لهم. وقد شكّلت الحكومة الشرعية في اليمن لجنة خاصة أوكلت إليها مهمة تنظيم التحاق أبناء المقاومة الشعبية بمراكز الشرطة ووضع الآلية المناسبة والمعايير المطلوبة لذلك. وجاء الإعلان عن تشكيل اللجنة خلال اجتماع للحكومة في مدينة عدن برئاسة نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح. وفي خطاب متلفز، مساء الأربعاء، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس أن محافظة عدن ستبقى مفتاح الخلاص التي ستنطلق منها راية النصر. وقال: "اليوم ها نحن مع الوعد والميعاد، ها أنا معكم وبينكم في عدن رغم أنف من أقسم أن لا نعود لها، ها نحن في عدن التي ستبقى مفتاح الخلاص لشعبنا والتي ستنطلق منها راية النصر بإذن الله على كل قمم وجبال بلادنا الشامخة من عدن الى حرض ومن البقع الى حوف". وتابع: "لقد ذهلت في زيارتي هذه من حجم الدمار والخراب الذي أحدثته المليشيات المجرمة في عدن، وهو ذات الدمار والاجرام الذي يمارس الآن على مدينة تعز، ولقد مر عام على سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيات الحوثي وصالح، كان هذا العام كفيلاً ان يكشف كل القبح الكامن خلف الستار لتلك المليشيات". وأوضح أن "أبناء الشعب جميعاً باتوا يدركون من هم الحوثيون وما يمثله مشروعهم الطائفي المتخلف من تهديد للأمن والسلم والتعايش والاستقرار، كما كشفت الاحداث في هذا العام مقدار الحقد والإجرام الذي حمله صالح على اليمن واليمنيين واستغلاله العائلي لمقدرات الدولة ومؤسساتها لصالح امراض نفسية لديه". وأوضح أنه مدرك جيداً لحجم المعاناة الإنسانية القاسية التي يعاني منها أبناء اليمن "والتي تسببت فيها المليشيات الانقلابية"، مؤكداً أنهم يعملون كل ما يمكنهم عمله لتذليل وتخفيف وطأتها.