ابتكر مهندسون سعوديون، مؤخراً، عدداً من الاختراعات الجديدة في مجال صناعة الطاقة في المملكة، والتي تتخصص في مجال التنقيب عن الثروات البترولية والموارد الطبيعية وكيفية استكشافها وتعظيم الاستفادة من الموارد الحالية. ويتمثل الابتكار الأول في نظام كمبيوتر لمتابعة القرارات الصناعية دعماً لحفر آبار النفط والغاز الاستكشافية والتحديدية، وترتيب الأولويات استناداً إلى مزاياها وقيمة المعلومات المستمدة منها. وقد أُطلق على هذا النظام الجديد المبتكر اسم «نظام المستكشف للتنقيب الجديد»، وهو يمثل أحد ابتكارات أرامكو السعودية لخدمة الصناعة البترولية وتطوير الأساليب الاستكشافية التي تتعامل بها مع المناطق الواعدة بالنفط والغاز، حيث يوفر النظام الجديد طريقة متطورة لمتابعة مراحل اتخاذ القرار. كما يعرض هذا النظام الموارد المحتملة وأنواعها، سواء كانت من الزيت أو الغاز، وكمياتها ومواقعها وأعماقها بطريقة تمنح فرق التنقيب في الشركة رؤية موحدة للمشروع. ويوفر استخدام هذا النظام الوقت والجهد والموارد، فيما يتيح للجيولوجيين والجيوفيزيائيين وغيرهم من موظفي مساندة التنقيب تنفيذ أدوارهم بطريقة أسرع وأكثر دقة. تقنية نمذجة المكامن وعلى صعيد آخر؛ يقوم كذلك عدد من المهندسين السعوديين بتطوير تقنيات ذات آثار بالغة الأهمية توفر لعلماء الجيولوجيا والمهندسين في أرامكو السعودية فهماً أفضل للجيولوجيا المعقدة لمكامن الزيت والغاز؛ بهدف تحسين معدلات استخلاص هذه الثروات النفطية والمحافظة على القدرة على إنتاجها للأجيال القادمة. ويأتي في مقدمة تطوير هذه التقنيات، تطوير تقنية جيجاباورز، وهي تقنية للنمذجة الحاسوبية تحاكي حركة النفط والماء والغاز في أعماق الأرض، وتساعد في استشراف السلوك المستقبلي للمكامن على مدى عقود من الإنتاج. ومع أن هذه التقنية التي طورت داخل الشركة في عام 2010م تعد أكثر تقنيات نمذجة المكامن تطوراً في العالم، حيث تتيح معالجة عدّة بلايين من شبكات الخلايا، فإن الشركة تعمل على تطوير الجيل القادم من هذه التقنية، والتي ستكون قادرة على جمع 500 مليون سنة من التاريخ الجيولوجي لمحاكاة حركة النفط والتكوينات الحاملة له عن طريق نموذج محاكاة مكون من 10 بلايين خلية معلومات يمثل جيولوجيا أرض شبه الجزيرة العربية بالكامل. المسح السيزمي ويعد المسح السيزمي أي المسح الجيولوجي باستخدام معدات الموجات الصوتية المضخمة، أحد الأساليب المتميزة التي تعتمدها أرامكو السعودية. وفي هذا الصدد أكد نائب رئيس أرامكو السعودية للبحوث والتطوير، المهندس خالد بن عبدالله البريك، "قمنا بتطوير واستخدام طرق أكثر ذكاءً في جمع ومعالجة البيانات لتحسين درجة وضوح المعلومات السيزمية ودقتها. ويجري حالياً تعزيز معلوماتنا وتحليلاتنا السيزمية بمجسات كهرومغناطيسية عالية الدقة للجاذبية وخاصة في تصوير ما تحت الطبقات الْمِلحية في المناطق ذات الجيولوجيا المعقدة." وأضاف البريك: "لدينا برامج لتحقيق هدفنا بعيد المدى في تحسين الوضوح السيزمي العمودي إلى 5 أقدام على عمق 15 ألف قدم في غضون أربع إلى خمس سنوات". وفي سياق متصل قال المهندس البريك: "واصلنا الاستكشاف في المياه العميقة في البحر الأحمر، الذي يعرف بأنه صدع تمددي، وهو بيئة جيولوجية جديدة بالنسبة لنا. كما أكملنا جمع المعلومات السيزمية الأساسية في المناطق المغمورة وعلى اليابسة للاسترشاد بها في أعمال الاستكشاف المستقبلية". وأضاف قائلا: "واصلنا أبحاثنا في مجال استخدام الغواصات ذاتية التوجيه لجمع المعلومات السيزمية في المناطق المغمورة بمياه البحر، وتم تقييم واختبار عناصر برمجيات الملاحة وتحديد المواقع الخاصة بها في أوروبا في ظروف بحرية حقيقية. وتضمّن العمل الإضافي، في هذا الشأن، تصميم وتقييم الشكل الأمثل لهذه الغواصات، علماً بأن استخدام هذه الغواصات ذاتية التوجيه في أعمال المسح السيزمي البحرية يوفر إمكانية تحقيق خفض كبير في التكاليف والوقت وتحسين الصور الخاصة بباطن الأرض. وعلى المدى البعيد نعتزم خفض تكلفة أعمال المسح السيزمي بنسبة 50 %، وكذلك خفض الوقت المستغرق في الحصول على المعلومات إلى الرُّبع، مع تحسين دقة ووضوح التصوير تحت الأرض." وقال البريك: "ندرك دائماً أهمية المياه وقيمتها، باعتبارنا بلداً صحراوياً، ونسعى بصورة مستمرة لاستكشاف إمكانيات الحد من استخدامها في أعمالنا، بما في ذلك استخدام مياه البحر المعالجة بدلاً من المياه العذبة." وأضاف: "قمنا بتنفيذ أول تجربة ناجحة في الشرق الأوسط لاستخدام ثاني أكسيد الكربون بديلاً عن التكسير المائي في آبار الغاز، وهو التطور الذي يمكن أن يساعدنا في تحقيق هدفنا في المزيد من المحافظة على المياه الجوفية في المملكة للأجيال القادمة من خلال تقليل كميات المياه المستخدمة في عملية تنشيط الآبار وخفض درجة الحموضة بنسبة 30 %." وأشار البريك إلى أن أرامكو السعودية لديها خطط لمحاكاة الغاز الصخري على المستوى الجزيئي، بما يتضمنه ذلك من وضع نماذج رقمية للمكمن ودرجة نفاذيته ومساميته، مؤكداً أن ذلك سوف يقود إلى المزيد من التكسير الكيميائي الفعّال، ومن ثم تقليل التكاليف وتحسين معدلات الاستخلاص". يلعب الشباب السعوديون دوراً بارزاً في البحوث المتعلقة بالتنقيب والاستكشاف التقنيات الحديثة باتت تعطي مسحاً شاملاً لطبقات الأرض لاستكشاف الثروات الكامنة فيها المسح السيزمي يعد أهم وسائل الاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز