نعم نطقت أخيراً وهذا خير من أن لا تنطق ابداً، أعلنت وزارة الزراعة في وسائل الإعلام الرسمية نتائج دراستها عن علاقة الابل بفيروس كورونا القاتل وأنهت الشك حول علاقة الإبل بفيروس كورونا، بعد تأكيدها أن 3.3% من الإبل في المملكة تحمل الفيروس وتفرزه. وأوضحت وزارة الزراعة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته لمناقشة دورها في مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS CoV)، وبينت أنه تم التنسيق حيال ذلك مع وزارة الصحة منذ بداية ظهور المرض وحتى الآن في جمع عينات وترصد وبائي من مختلف حيوانات المزرعة والمخالطين لهذه الحيوانات بمناطق مختلفة بالمملكة بغرض تقصي احتمالية وجود فيروس المرض وعلاقة المرض بالإنسان. ولقد ظهرت أدلة تشير لاحتمال وجود علاقة للإبل تحديداً دون بقية حيوانات المزرعة في وبائية المرض، على ضوئها قامت وزارة الزراعة بإعداد خطة تقص متعددة المراحل بالتعاون مع الجهات الدولية، إضافة لبعض الجامعات والهيئات العلمية العالمية. وأفادت وزارة الزراعة أن من نتائج هذا التقصي الكشف عن وجود أجسام مناعية ضد فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» في عدد كبير من قطعان الإبل التي تم فحصها الأمر الذي يؤكد تعرض تلك الإبل لفيروس كورونا المسبب للمرض في فترة من فترات حياتها. وقد تم فحص أكثر من 32000 عينة من 8000 حيوان وأظهرت النتائج أن 81.5% من الإبل تحمل أجساما مناعية و3.3% من الإبل مفرزة للفيروس، كما تم عزل الفيروس من بعض عينات الإبل ووجد أن إحدى تلك العينات تتطابق جينياً مع الفيروس الذي تم عزله من إحدى الحالات البشرية المصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وعلى الرغم من تواتر الأدلة العلمية التي ترجح وجود دور مهم للإبل في وبائية هذا المرض، إلا أن طرق انتقال الفيروس من الإبل أو الحيوانات الأخرى للإنسان ما زالت غير واضحة وتحت الدراسة. وأوضحت الدراسة أنه لا توجد أدلة حتى الآن على وجود أي أعراض مرضية ظاهرية على الإبل الحاملة لفيروس المرض، كما أن النتائج الأولية للدراسات التي قامت بها وزارة الزراعة تشير إلى أن النوق الحوامل المصابة بالفيروس أو حديثة الولادة وكذلك المواليد الصغيرة (الحواشي) هي الأكثر إفرازاً للفيروس. وبهذه المناسبة نقول لوزارة الزراعة حسناً فعلت ولو ان نتائج الدراسة جاءت متأخرة بالرغم من ان وزارة الصحة ومنذ وقت مبكر تشير الى تلك العلاقة وزودت وزارة الزراعة بأكثر من 70 إصابة بالفيروس القاتل ولها احتكاك مباشر بالإبل. ان اعتراف وزارة الزراعة بعلاقة الإبل بفيروس كورونا جاء متأخراً جداً جداً فلقد جاء بعد ان فتك المرض ب 521 مصابا من اصل 1225 مريضا بفيروس الكورونا ويوجد حالياً 58 حالة مصابة تتلقى العلاج المكثف في مختلف مستشفيات المملكة ولا يوجد بلد في العالم لديه هذا العدد من المصابين بهذا المرض مثل بلادنا. هذا المؤتمر الصحفي وهذه الاخبار في وسائل الاعلام- يا وزارة الزراعة– لا تكفي بل يجب ان تضُج وسائل الاعلام بهذا الخبر ليل نهار ويجب ان تكتب الاعلانات في كل مكان وأن تجوب الشوارع سيارات بمكبرات الصوت تحذر المواطنين من الإبل التي تفرز فيروس كورونا وهي النوق الحوامل المصابة بالفيروس أو حديثة الولادة وكذلك المواليد الصغيرة (الحواشي) من الإبل. طبعاً هذا ليس كل شيء بل ان هناك الكثير الذي يجب اتخاذه من قبل وزارة الزراعة وان تُذعن للتوصيات وللإجراءات التي توصي وتتخذها وزارة الصحة للقضاء على هذا الفيروس القاتل وبلا تأخير. بريطانيا اعدمت مئات الألوف من البقر بعد إصابتها بمرض جنون البقر واعدمت ملايين البيض بعد تلوثه بالسالمونيلا اما نحن فيتساقط المصابون ونحن نجامل ملاك الإبل حتى بعد ثبوت علاقة الفيروس بالإبل. نعم هناك بعض الأسئلة التي لم نجد لها إجابة لكن الحاشي وعلاقته بفيروس كورونا ليس مجرد علاقة عابرة بل علاقة مسببة للمرض ويجب ان تُتخذ قرارات مؤلمة للبعض لكي نحافظ على صحة الشعب. يجب ان نتذكر ان كوريا انتقل لها المرض من عندنا لكن استطاعت ان تتغلب عليه وغادرها المرض بلا عودة ولم تُسجل أي اصابة بعد الانتشار الأولي للمرض لأنها وبكل بساطة لا يوجد بها نوق ليعود منها المرض اما نحن فعندما نُسيطر على المرض فإنه ما يلبث إلا ويعود لنا وبشراسة بسبب مخالطة البعض للإبل حيث تنتقل العدوى من الإبل الى الإنسان وينقل هذا الإنسان المرض لكل من يخالطه وهلم جرا ويستمر دوراننا في هذه الدائرة المغلقة. كل الأمل يحدونا في ان يتوصل العلماء الى تطعيم فعال لهذا المرض القاتل لكن الى ان يتم ذلك يجب ان نكافح المرض بكل ما اوتينا من علم ومعرفة وبكل حزم وصرامة والله هو الحافظ.