الحديث ذو شجون في التفكير بمشروع يخص أصول التفسير، وله مسارب في تاريخي مع هذا العلم، لكني أذكر هنا ما تمَّ إنجازه، وصار له كيانه المستقل. كثير من الناس لهم عليَّ فضل في فكرة أو دعم مشروع أو دفع لي وحضٍّ على تأليف كتاب، إلى غير ذلك مما لا يمكن للفرد أن يتبجح بأنه ابن بجدتها. وكانت فكرة وجود مشروع يقوم على تقويم أصول التفسير من جهة، والسير به في الاتجاه الصحيح من جهة أخرى تتوارد عليَّ بين الفينة والأخرى، وأتسامر بها مع بعض المعتنين. وكان من أشدِّ الناس إلحاحًا عليَّ في هذا الشيخ الدكتور سالم بن صالح العماري، الذي كان له أثر كبير في خروج كتابي (المحرر في علوم القرآن) وكتابي (التحرير في أصول التفسير) في متابعته لي، وقيامه عليهما خير قيام مع المجموعة العاملين في مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الشاطبي بجدة. وهو رجل مبادر لا يعطيني الفكرة أو يناقشني فيها فحسب، بل يجتهد في صياغتها وتقسيمها حتى لا أكاد أجد لي ما أضيفه على عمله، ثم لا يملُّ من متابعتي في تنفيذ الفكرة، حرصًا منه على إتمامها، وخروجها لينتفع الناس بها. وكانت فكرته تقوم على إنشاء (وحدة دراسات تفسير السلف 16/ 9/ 2013) في مركز تفسير للدراسات القرآنية، وقد قدَّم مشكورًا فكرة الوحدة ونشاطاتها، واقتناعًا من إدارة المركز بجودة هذه الفكرة تمَّ إنشاء (وحدة دراسات تفسير السلف). ثم جاء اقتراح آخر بأن تكون الوحدة باسم (وحدة أصول التفسير) لتكون الدراسات المنوطة بها أشمل، ولأن (الدراسات في تفسير السلف) سيدخل ضمن هذا المسمى الجديد، وبعد اجتماع علمي ضمَّ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الشهري والدكتور محمد صالح وآخرين لا أذكرهم الآن؛ تمَّ الاقتناع بهذا التعديل، ومن ثَمَّ تمت إعادة صياغة أهدافها ومشروعاتها بناء على هذا التغير الذي جرى. وبدأت العمل مع الدكتور محمد صالح في كتابة أهداف الوحدة ومشاريعها، وتفاصيل العمل، وإعداد فريق علمي للعمل في الوحدة يعمل على بعض المشاريع العلمية تحت إشراف الوحدة، وقد خرج من الوحدة إلى الآن عملان: (مراجعات في الإسرائيليات)، وفيه مجموعة بحوث لباحثين لمعرفة كيف هو حالها عند علماء التفسير، وهل لها أثر سيىء كما يقال؟ (أصول التفسير في المؤلفات دراسة وصفية موازنة)، وقد أتمَّ فريق العمل تقويم قرابة ثمانين مؤلفًا يحمل هذا المصطلح، وأظهرت هذه الدراسة نتائج مهمة لدارسي علم أصول التفسير. ومن الأعمال الجارية الآن دراسة على (قواعد التفسير) كالتي كانت على أصول التفسير، وغيرها من الدراسات الأخرى. وقد أظهرت بدايات العمل في هذا الموضوع مشكلات كبيرة في هذا الموضوع، ولعل الله ييسر إتمامه ليستفيد منه المتخصصون. وللوحدة أعمال كثيرة، وتطلعات كبيرة، أسأل الله أن يباركها ويوفق للقيام بها.