أنقذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية بحشد تأييد 42 صوتا في مجلس الشيوخ، وهو ما يكفي لعرقلة أي خطوة للرفض في المجلس، فيما وصف نائب الرئيس الأمريكي السابق والسياسي البارز في الحزب الجمهوري، ديك تشيني، الثلاثاء، بأن تأييد الكونغرس للاتفاق النووي بأنه استسلام. وقال الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ ريتشارد بلومنتال وجاري بيترز ورون وايدن وماريا كانتويل، إنهم جميعا سيؤيدون الاتفاق في الوقت الذي عاد فيه النواب للتو إلى واشنطن من العطلة الصيفية. وتتجاوز أصوات 42 عضوا بصوت واحد الحد الأدنى اللازم في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو لمنع صدور مشروع قانون يدعمه الجمهوريون لرفض الاتفاق النووي. ومن شأن ذلك، أن يجنب أوباما الحرج من الحاجة إلى استخدام حق النقض لحماية الاتفاق الذي ينظر إليه على أنه إنجاز للسياسة الخارجية لإدارته. وضمن أوباما ما يكفي من الأصوات للاحتفاظ بحق النقض الذي يتمتع به حين أيد 34 عضوا بمجلس الشيوخ الاتفاق، ويقول داعمون للاتفاق النووي: إن تفادي استخدام هذا الحق سيبعث برسالة مهمة إلى إيران والعالم مفادها أن واشنطن موحدة وراءه. وقال وايدن في بيان يشرح أسباب تأييده للاتفاق: "هذا الاتفاق مع النظام الإيراني الازدواجي وغير الموثوق به أقل مما كنت أتصور. ومع ذلك فقد قررت أن البدائل أكثر خطورة." وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: إن الإدارة "ممتنة" لزيادة تأييد الاتفاق النووي. وتبدد الأمل الأخير في الحصول على تأييد من الحزبين في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، عندما أعلنت السناتور سوزان كولينز وهي آخر المترددين من الجمهوريين معارضتها للاتفاق. وأصبح السناتور جون مانشين رابع عضو ديمقراطي بالمجلس يعلن رفضه للاتفاق، وقال أيضا 17 عضوا على الأقل بمجلس النواب: إنهم سيصوتون مع الجمهوريين ضد الاتفاق. وقال مانشين: "في حين أن الاتفاق يضع قيودا على برنامج إيران النووي لمدة 10 أو 15 عاما قادمة، فإن إيران بعد انقضاء هذه المدة ستتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب يكفي لصنع سلاح نووي في فترة قصيرة جدا." ودافع السناتور هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن الاتفاق، وقد تحدث قبل قليل من إعلان بلومنتال وبيترز ووايدن أنهم سيؤيدون الاتفاق. وقال ريد: إن الاتفاق سيجتاز مراجعة الكونغرس التي تنطوي على مجازفة كبيرة. وقال ريد، في كلمة بمعهد كارنيجي للسلام الدولي: "ليس هناك بديل معقول. ليس هناك اتفاق أفضل." من جهته، وصف نائب الرئيس الأمريكي السابق والسياسي البارز في الحزب الجمهوري، ديك تشيني، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي في مركز (أميريكان إنتربرايز انستيتيوت) للأبحاث، بأن تأييد الكونغرس الأمريكي للاتفاق النووي يعتبر استسلاما، وقال تشيني: إن الاتفاق سيساهم في تسليح وتمويل إيران من خلال منحها الإمكانات لحيازة السلاح النووي، وأضاف تشيني في حديثه للصحفيين بأن الاتفاق ليس اتفاق سلام كما يؤكد الرئيس أوباما، وأنه ليس البديل الوحيد للحرب بل استسلام. وأضاف تشيني في كلمته التي نقلتها صحيفة (نيويورك تايمز)، أن الاتفاق يعطي طهران الوسائل لشن هجوم نووي على الأراضي الأميركية، ويهدد أمن الحلفاء العرب في الشرق الأوسط وأمن أوروبا، وأن هناك عواقب على أمن إسرائيل. جاء تصريح تشيني، بعد أيام قليلة من العضو الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي كارولين مالوني، أن هناك حججا قوية ضد الاتفاق النووي مع إيران، يجب الكشف عنها، مشيرة إلى أن الاتفاق يزيد من إمكانية إيران على تمويل الميليشيات الإرهابية، واعتبرت الاتفاق تم مع دولة لم تحترم القوانين والاتفاقات الدولية، فيما قال السناتور الديمقراطي الأمريكي جيف ميركلي، إنه سيدعم الاتفاق النووي مع إيران ليقرب بذلك الرئيس باراك أوباما خطوة من الحصول على دعم كاف لضمان إجازة الاتفاق.