تردنا رسائل من وزارة الشؤون البلدية والقروية (momra) تُبلغنا ببدء تسجيل المرشحين، وتدعونا إلى المبادرة والمشاركة في الانتخابات البلدية ولنكن جزءا من التنمية والتطوير في وطننا. ونحن الآن على أبواب انتخابات المجلس البلدي في دورته الثالثة. والسؤال الذي يطرح نفسه كي أكون شخصا فعالا ومتفاعلا مع الحدث بالتصويت أو الترشيح لا بد من معرفة ماذا يقدم لنا هذا الحدث الحضاري الهام؟ وماذا فعل لنا المجلس البلدي في دورته الأولى والثانية؟ وللاطلاع على ذلك الحدث المطموس المعالم قمت بزيارة الموقع الالكتروني لوزارة الشؤون البلدية والقروية، الأمانة العامة لشؤون المجالس البلدية للتعرف على الإنجازات؛ اساءني ما رأيت بالنقر على المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية والتي هي الواجهة، والمجلس البلدي لأمانة الأحساء التي تعد أكبر محافظات المملكة مساحة -534 ألف كم2- لم أجد شيئا أيقونات فارغة في أخبار وإنجازات المجلس؛ مما يوحي للمواطن بأن المجلس البلدي هو مجرد إدارة برتوكولية مجردة من الصلاحيات أو وجاهة تسارع كل قبيلة للتصويت لمرشح منها، وهذا سبب وجيه لتدني نسبة المشاركة في عملية الانتخابات سواء بالتصويت أو ترشيح الكفاءات لأنفسهم. فالعيب ليس من المواطن وإنما من بعض المجالس البلدية التي لا تعي مهامها، ولا تمارس صلاحياتها وربما ليس لها صلاحيات أصلاً، أنها مجرد كرسي وطاولة!!. إن إنشاء المجالس البلدية جاء بهدف سام وهو القيام بكل عمل يحقق المصلحة العامة في نطاقه البلدي. فلم تنحصر مهامه في البنية التحتية فقط، وإنما في تنفيذ المشاريع الحيوية والإنمائية والتي تمتد لتشمل مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية والسياحية والأمنية، يتعاون بها كل من رئيس البلدية والمجلس البلدي كل وفق اختصاصه ومنها على سبيل المثال لا الحصر: اتخاذ كافة التدابير المتعلقة بحماية البيئة والمناظر الطبيعية والآثار التاريخية وتشجير الأماكن العامة وصيانتها، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية صحة الأفراد بمراقبة أماكن التجمعات الترفيهية ومستوى الأسعار، ومنع التلوث، وبناء المتاحف والمكتبات العامة والأندية والملاعب وغيرها، وبناء المساكن الشعبية، وإنشاء الحمامات والمغاسل العمومية، وتأمين وسائل النقل المحلية والإشراف عليها، وإنشاء الأسواق الشعبية لذوي الدخل المحدود لتأمين معيشتهم، وإنشاء مراكز الدفاع المدني وفق خطط مدروسة لتأمين سرعة الأداء، وإنشاء مراكز للشرطة والمرور والإسعافات الأولية على الطرق السريعة وأماكن التجمعات والترفيه للمحافظة على الأمن، ومكافحة التسول... الخ. وأخيراً؛ ماذا قدم لنا المجلس البلدي من تحسين وتطوير وإنشاءات وأثلج صدورنا؟؟ الرجل الخفي (ساهر) الذي تم زرعه في كل مكان، أم الحفريات المتناثرة هنا وهناك والشوارع المقفلة وكثرة التحويلات التي تسببت في اختناقات مرورية، أم أغطية الصرف الصحي المفتوحة والتي ابتلعت الصغير والكبير في الشوارع والمدارس، حتى أن منتزه الملك فهد الوطني الذي كان قبل 29 عاماً منذ افتتاحه عام 1407ه حدثاً لا ينسى على مستوى المنطقة الشرقية اصبح بحالة يرثى لها؛ وتم وأده ولم يحيه المجلس البلدي حتى الآن، والله المستعان.