من منطلق ان التطوع هو الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية, والمتطوع هو الشخص الذي يسخر نفسه طواعية ودون إكراه أو ضغوط خارجية لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد وتعدد القوى في اتجاه واحد كما يعرّفهم ويكيبيديا الشهير إلا أنني أرى أبعادا أخرى لمفهوم التطوع من واقع تجربتي الشخصية ومن واقع انخراطي في المجتمعات التطوعية المختلفة. قد يرى البعض ان هذا المتطوع لديه من الوقت الكثير فرأى ان يملأ هذا الوقت بعمل تطوعي ويكاد يكون هذا الحال هو حال أغلب المتطوعين. فالتطوع للبعض هو ملء وقت فراغ لا أكثر ... قد يكون هذا صحيحا في بادئ الامر ولكن سرعان ما تتحول هذه العادة الى ادمان. وقد يرى البعض انها نوع من المبالغة ولكن هذا ما يحصل عادة .. سرعان ما ترى ذاك المتطوع الذي كان يملأ وقت فراغه يعيد ترتيب جدول أولوياته اليومية للتفرغ لعمل تطوعي ما. وأرى ان ذلك يعود الى شعور العطاء الذي يشعر به المتطوع خصوصا اذا كان في بيئة عمل تطوعية متكاملة مكنته من ممارسة هذه المبادرة بالشكل المطلوب التي من الممكن ايضا ان تصقل في شخصه صفة حميدة او بروز مهارة ما غالبا ما يجهل انه يتقنها. ناهيك عن دور العمل التطوعي في تعزيز الثقة بالنفس من خلال التفاعل مع عدة فئات من المجتمع بجميع نقائضه وخدمة هذا المجتمع في الجهة المقابلة. ويلعب التطوع دورا هاما في التعارف والعمل والتعلم وتبادل المعلومات وتنمية المجتمع واستغلال هذه الموارد البشرية في أعمال تعود على الفرد والمجتمع والوطن بالنفع والتطوير وتخفيف العبء عن الجهود الحكومية حيث يوفر الجهد التطوعي موارد كثيرة إذا ما قام به موظفون متخصصون. وقد حث الإسلام على العطاء والبذل ومساعدة الآخر لما فيه من الثواب العظيم لقوله تعالى : (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرا). ناشطة في مجال التطوع