كشفت تقارير عن تأثر مبيعات سوق الهواتف الذكية سلبا خلال الربع الثاني من العام الجاري؛ جراء المنافسة الشديدة القائمة بين شركتي آبل وسامسونج، حيث بلغ إجمالي مبيعات الهواتف الذكية عالميا 330 مليون جهاز، أي بزيادة قدرها 13.5 % فقط مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وأشار تقرير صادر عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى أن مبيعات الهواتف الذكية حول العالم سجلت أبطأ معدل نمو منذ عامين، وذلك خلال الربع الثاني من العام الجاري، بالرغم من إطلاق شركة سامسونج لأجهزة جديدة إلا أنها ما زالت تواجه العديد من التحديات من قبل أجهزة أيفون ذات الشاشات الكبيرة من شركة آبل وتحديدا أيفون 6 وأيفون 6 بلس، حيث خسرت شركة سامسونج 4.3 نقطة مئوية من حصتها السوقية، وتراجعت مبيعاتها أجهزتها بنسبة 5.3 % خلال الربع الثاني من العام الجاري. ويواصل النمو الذي تحققه شركة آبل في قطاع الأجهزة المتطورة التأثير بشكل سلبي على مبيعات الهواتف الممتازة لمنافسيها، وعلى هوامش أرباحهم، حيث قامت العديد من الشركات الموردة للهواتف الممتازة وخاصة في آسيا بإعادة ترتيب حزمة منتجاتها للبقاء قادرة على المنافسة ضمن قطاع الهواتف الذكية ذات السعر المتوسط والمنخفض، وهو ما أسفر عن إشعال حروب في الأسعار بين الشركات، وتقليص هامش الربح للتخلص من المنتجات المخزنة، وذلك كي تحل محلها الأجهزة الجديدة التي من المخطط طرحها خلال النصف الثاني من العام الجاري. وأشار تقرير جارتنر أنه على الرغم من أن تواصل الطلب على الهواتف الذكية الأقل كلفة التي تعمل بواسطة الجيل الثالث والرابع من شبكات الاتصالات اللاسلكية، فإنها تعمل على دفع عجلة النمو في الأسواق الصاعدة، إلا أن إجمالي مبيعات الهواتف الذكية شهد تباينا من منطقة لأخرى خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث سجلت الأسواق الصاعدة في كل من آسيا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وأفريقيا باستثناء الصين، معدلات نمو هي الأسرع بين المناطق، وذلك بفضل الأداء الجيد لشركات التوريد في كل الأسواق الصينية والمحلية. وحول الأسواق الصينية فقد سجلت شركة هواوي أعلى معدل لنمو المبيعات والذي بلغ 46.3 %، وذلك بفضل مبيعاتها القوية في الأسواق الخارجية، ومبيعاتها للهواتف الذكية التي تعمل بواسطة الجيل الرابع من شبكات الاتصالات اللا سلكية في الصين، وارتفع معدل مبيعات أجهزة الآي فون بنسبة 36 %، الأمر الذي أكسب شركة آبل 2.4 نقطة مئوية في حصتها السوقية، وسجلت شركة آبل أيضاً عمليات استبدال قوية لأجهزة الآي فون في كل من الأسواق الصاعدة والمتقدمة، وخاصة في السوق الصينية، حيث ارتفع إجمالي مبيعات أجهزة الآي فون في الصين 68 % ليبلغ 11.9 مليون جهاز. أما على صعيد سوق أنظمة التشغيل الخاصة بالهواتف الذكية، فقد تأثرت الحصة السوقية العالمية لنظام التشغيل آندرويد بالأداء الضعيف للأسواق الصينية خلال الربع الثاني من العام الجاري، وبالأداء القوي لنظام التشغيل آبل في السوق الصينية، الذي استطاع تعزيز حصته السوقية على حساب نظام التشغيل آندرويد خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، وذلك بعد أن سجل نظام التشغيل آندرويد أدنى مستوى نمو له على أساس سنوي بلغ 11 % فقط، وبحصة سوقية وصلت إلى 82.2 % خلال الربع الثاني من العام الجاري. وأكد التقرير أن العوائق التي تقف أما الشركات في تبني نظام التشغيل آندرويد ستواصل تشجيعها لمشاركة مجموعة جديدة من الشركات المطورة لأنظمة تشغيل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في السوق، حيث بدأ العديد من الشركات ذات التقنيات العالية في السوق الصينية بطرح أعمال جديدة التي لا تعتمد على مواصفات أنظمة التشغيل، وبالمقابل، واصل نظام التشغيل مايكروسوفت كفاحه من أجل تعزيز الطلب على الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز فون على نطاق أوسع حتى ضمن قطاع الأجهزة رخيصة الثمن، وذلك في ضوء التخفيضات الأخيرة التي عمدت إليها شركة مايكروسوفت ضمن قطاع أجهزة الهواتف المحمولة. ويذكر أن إجمالي مبيعات الهواتف المحمولة التي تشمل الهواتف الذكية والهواتف التقليدية للمستخدمين النهائيين في جميع أنحاء العالم بلغ 446 مليون جهاز، وذلك خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث سجل الأداء استقراراً بنسبة 0.4 % على أساس سنوي، وقد استفادت الشركات المصنعة للهواتف التي تركز على الأسواق الصاعدة، مثل شركة هواوي ومايكرومكس "ZTE" من ارتفاع موجة الطلب في هذه الأسواق، في حين كافحت شركات التوريد العالمية العملاقة، على غرار سوني وسامسونج و"HTC" من أجل تحقيق النمو في سوق الأجهزة عالية التقنية والسعر.