تجري حالياً في العراق إعادة لقواعد اللعبة السياسية، وخلط الأوراق من جديد، من الذين يخشون أن تكون إصلاحات العبادي مقدمة لهيمنة كلية للحشد الشعبي على القرار في العراق. وإذا ما كان العبادي جاداً في إرساء إصلاحات حقيقية وطنية في البلاد فإن ذلك يخيف الأذرع الإيرانية التي تحافظ على بقاء العراق تحت النفوذ الإيراني. وزيارة نائب الرئيس العراقي «المخلوع» نوري المالكي إلى طهران وعودته إلى العراق تثير شكوك أنه يعد لقلب الأوضاع مجدداً لصالحه بخلط الأوراق مجدداً وبقاء طهران هي المتحكم الوحيد في الشأن العراقي. وقيل إن عملاء لإيران، وبالتحديد مؤيدو للمالكي، اقتحموا مخيمات المحتجين، التي يستند إليها العبادي في تنفيذ إصلاحاته، لتخريب المظاهرات. ولم يستبعد خبراء أن يعمد الحرس الثوري الإيراني لتقوية جناح المالكي، كما فعل سابقاً، إلى تنفيذ تفجيرات في كربلاء والنجف وبغداد والبصرة ومدن عراقية أخرى، ونسبها إلى «إرهابيين». وبعد تنفيذ التفجيرات تضغط طهران، كما تفعل دائماً، على المرجع علي السيستاني لإصدار بيانات وفتوى تؤجج المشاعر الطائفية وتوقف المظاهرات، بدعوى رص الصفوف، وتدعم الحشد الشعبي بقيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني وهادي العامري رئيس ميلشيات بدر الموالية لطهران، بحيث تظهر الصورة وكأن جهات خارجية استغلت الاحتجاجات واخترقتها لتنفيذ تفجيرات في المدن العراقية. وبعد خلق أجواء طائفية، تعمد القوات الأمنية وميلشيات الحشد الشعبي إلى مهاجمة مدن عربية وتشن حملات اعتقال عشوائي في صفوف السنة والعرب، مثلما كانت تفعل قوات المالكي. ثم يدلي المعتقلون باعترافات تؤكد وجود اتصالات مع جهات خارجية وتمويل واجهزة اتصال ودورات تدريبية سابقة، وسيتم الزج بأسماء بعض الدول العربية. وإذا ما نجح هذا السيناريو فإنه سيتم اعادة النظر في قوانين عديدة وبخاصة قانون الاحزاب والتنظيمات والمؤسسات الاهلية، وسيتم تعزيز عوامل التعبئة والدعاية الدينية من جديد، وذلك لمواجهة القوى الوطنية العراقية التي رفعت صوتها في الاحتجاجات. من جهة أخرى كشفت ايضا ل «اليوم»، مصادر احوازية أن الحرس الثوري منذ مدة قريبة حاول نقل الصراع الطائفي والقومي الى المناطق والمدن الاحوازية، حيث تمكن خلال الاشهر والسنوات السابقة من دعم عمليات التهجير المخططة الى الاحواز، من جنسيات مختلفة باكستانية وافغانية وعراقية وذلك لتغيير ديمغرافيا الاحواز، ونقل الصراع من قومي عربي فارسي الى صراع بين الطوائف والمذاهب ليقتل بعضها البعض، وكشفت ذات المصادر عن وجود بنك اهداف ايرانية يستهدف رموز حركات الاحتجاج الاحوازية في الداخل والخارج، وأن هذا يشمل ايضا بعض المعارضين في الخارج وبعض الموالين ممن انتهت مهمتهم.