اتفق المتحدثون في حلقة بحثية عقدت بعنوان الانحراف في مفهوم الجهاد على ضرورة أن مراقبة جميع وسائل الإعلام الحديث - مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة - التي انتشرت بصورة كبيرة بين شرائح المجتمع، وسن التشريعات والأنظمة بهدف التصدي للفكر المنحرف، ولتحقيق الاستخدام الأمثل والأفضل لتلك الوسائل مما يعود بالنفع على المجتمع كون تأثيرها أصبح كبيرا وواضحا على الأفكار والمعتقدات لدى الشباب. ضوابط الجهاد واتفقوا خلال برنامج الحلقة البحثية التي عقدت بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان" الانحراف في مفهوم الجهاد – أسبابه – مظاهره – آثاره ووسائل علاجه" وافتتحها مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان امس، على أن تلك المواقع أصبحت الآن حاضنا ومجندا لكافة الشباب الذين لديهم شبهات فكرية من خلال المتطرفين الذي استغلوا تلك المواقع لنشر أفكارهم ومعتقداتهم بين الشباب في ظل غياب الرقابة على الشباب. وبين الأستاذ بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور عبدالسلام السحيمي أن الجهاد في الإسلام من أعظم الأعمال وهو عبادة من العبادات لها أسبابها وشروطها التي لا تصح إلا بتطبيقها، مشيرا إلى أن أهل السنة والجماعة وضعوا ضوابط للجهاد في الإسلام مهمة، ميزتهم عن غيرهم كون الانحراف في هذا الباب وعدم التقيد بتلك الضوابط يتولد منه شرور عظيمة. أعمال إجرامية وقال د. السحيمي ان بعض الفئات المعاصرة أخرجت الجهاد عن معناه الشرعي الصحيح وأطلقته على أعمال إجرامية شنيعة منافية لمعاني الجهاد في الإسلام حتى صارت التفجيرات والانتحارات سمة بارزة في هذا المنهج فلم تسلم منه المساجد التي يعبد فيها الله والتي تعتبر بيتا من بيوت الله، كون الشباب قد غرر بهم ولبس عليهم في معتقداتهم وأفكارهم وأوهموا بأن أعمالهم جهاد في سبيل الله وهي بعيدة كل البعد عن ذلك. حفظ الضروريات وأضاف ان هناك العديد من أسباب الانحراف في مفهوم الجهاد وأهمها الجهل بالدين الذي جعل من يدّعون الجهاد يقومون بالانتحار والتفجير بالمساجد الذي راح ضحيته أبرياء مسلمون ليس لهم ذنب أبدا، فالشريعة الإسلامية لا تتبنى مثل تلك الانحرافات كونها تحرص على حفظ الضروريات الخمس، والسبب الآخر في الانحراف في الجهاد هو اتباع الهوى والابتداع والإعراض عن النصوص الشرعية كون المنحرفين تجاوزوا العلماء وساروا بمعتقداتهم غير الصحيحة المبنية على أفكار خاطئة وتشوهات فكرية تم استغلالهم فيها، بالإضافة إلى التأويل الفاسد للنصوص لما تميل إليه النفوس بغض النظر عن ما هو موجود في الشريعة الإسلامية وهذا التأويل الفاسد "أمر خطير". الطريق الصحيح وأشار د. السحيمي إلى أن حماية الفكر من الانحراف تتمركز في العديد من الطرق المختلفة والتي منها مناقشة ومحاورة المنحرفين في أفكارهم ومعتقداتهم التي يؤمنون بها والرد على الشبهات التي لديهم بالحجة وبالدليل القاطع الذي من الكتاب والسنة كون الكثير منهم اشتبه عليهم في فهمهم والكثير منهم رجع وتاب إلى الله بعد مناقشته وإيضاح الطريق الصحيح الذي من المفترض أن يسير عليه لان المقصود من تلك النقاشات هو تبيان الحق وإيضاحه وهذا ما يصل إلى العقل بكل سلاسة وسلامة. وسائل تربوية وأشار الأستاذ بالجامعة الإسلامية إلى أن هناك العديد من الوسائل لمكافحة الانحراف في الجهاد لعل أهما الوسائل التربوية التي لها الأثر البالغ في مكافحة الانحراف منذ بدايته وتأصيل المعاني الحقيقية للجهاد في الإسلام من خلال المنابر التربوية واستغلالها للحد من ظاهرة الانحراف في الجهاد لدى الشباب كون التربية جزءا من المعالجة الصحيحة والسليمة وتنشئة النشء المسلم على العقيدة الإسلامية السمحاء التي جاءتنا من الكتاب والسنة.