أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالإنابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان أن الانحراف في مفهوم الجهاد وأسبابه ومظاهره ووسائل علاجه، من المواضيع المهمة جدا خاصة في هذا الوقت الذي تكالبت علينا فيه الفرق المنحرفة التكفيرية من كل جانب من الداخل والخارج، بهدف إفساد شباب هذه الأمة واختطافهم إلى مناطق الفتن والصراعات بل وتجنيدهم، ليكونوا قنابل موقوتة لزعزعة أمن هذه البلاد، وقد بلغ بهم الحال إلى تفجير أنفسهم في بيوت الله وفي صلاة الجمعة. وأضاف أن هذا الانحراف في المفاهيم الذي وصل إلى تكفير المجتمعات، ومنها الانحراف في مفهوم الجهاد هو الذي جعل هذه الجماعات التكفيرية المتطرفة، تستطيع استقطاب هؤلاء الشباب الذين هم في ريعان العمر، وتستغل عواطفهم الدينية الجياشة، وصرفها إلى مناطق النزاع وإلى الفرق المنحرفة المتطرفة، وجعلهم عناصر هدم، بدل أن يكونوا عناصر بناء لمجتمعاتهم. جاء ذلك في افتتاحه أمس حلقة علمية نظمها مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة بعنوان "الانحراف في مفهوم الجهاد وأسباب ومظاهره ووسائل علاجه". بعد ذلك، ترأس رئيس التفتيش القضائي، عضو المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور ناصر بن إبراهيم المحيميد حلقة البحث التي تهدف إلى إبراز المفهوم الصحيح للجهاد في الإسلام. وتركزت على محاور رئيسة عدة: أولها يتناول المفهوم الصحيح للجهاد ومظاهر الانحراف فيه عبر التاريخ والمعنى الصحيح للجهاد في الإسلام وفضله "الانحراف في الغاية من الجهاد ومقصده - الانحراف في تصور معنى الجهاد - الانحراف في تنزيل أحكام الجهاد على الواقع - الانحراف في تحقيق شروط الجهاد". أما المحور الثاني فبحث أسباب الانحراف في مفهوم الجهاد ضعف التأهيل الشرعي "الغلو - غلبة الهوى وحظ النفس"، فيما تناول المحور الثالث آثار الانحراف في مفهوم الجهاد "الآثار الشرعية - الآثار السياسية - الآثار الاجتماعية - الآثار الاقتصادية". وناقش المحور الرابع وسائل علاج الانحراف في مفهوم الجهاد "الوسائل الشرعية - الوسائل التربوية - الوسائل الإعلامية".