تستمر درجات الحرارة اليوم الخميس مقتربة من الخمسينات في الساحل الشرقي، مسجلةً أعلى من معدلاتها الموسمية في مثل هذا الوقت من العام، ومن المتوقع ان تتراجع نسبيا خلال الاسبوعين المقبلين، اللذين يمثلان منعطفا في انكسار الحرارة وخاصة الصغرى ليلا، وذلك تزامنا مع دخول منزلة (الجبهة) بعد 10 أيام، وهي الثانية من موسم سهيل، التي تعد بداية متغيرات الطقس بفصل الخريف، وتشهد المنطقة اعتبارا من اليوم الخميس: هجمة غبارية بسرعة عالية لرياح شمالية تستمر خلال ال 72 ساعة القادمة وتؤدي الى التخفيف من الرطوبة، وتكون الاجواء في نهاية هذا الاسبوع صيفية حارة ومرهقة في الوسطى والشرقية، ومعتدلة في المرتفعات الجبلية العالية جنوبا، حيث تتكاثر السحب الرعدية على المرتفعات وتمطر بمشيئة الله تعالى، كما تبلغ الهطولات منطقتي مكة والمدينة وجنوب تبوك، ومن المحتمل أن تكون غزيرة على مرتفعات الساحل الغربي، مع تشكل السيول باستمرار في هذه الايام، وتظهر ايضا السحب الرعدية في المناطق الشمالية وخاصة في مناطق الجوف وعرعر وحائل عصرا، ويتوقع ان ينجم عنها الامطار المتفرقة مصحوبة بنشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار. وأشار متابعون للأحوال الجوية الى أن الخصائص الجوية لنوء سهيل، بدت غير واضحة في موسم هذا العام، وبالتالي فإنه لا يمكن اخذ الطوالع بموثوقية تعني التطابق والتكرار، لأن من طبيعة الفصول بعض الاختلاف في المواقيت، تتقدم وتتأخر من عام لآخر، والذي يربط طقس الشرقية تحديدا بحالة استثنائية مغايرة للمعتاد في غيرها من المناطق، ولا يمنع ذلك من توقع المؤشر متجها الى تراجع موجة الحر في منزلتي (الزبرة والصرفة)، مع الاحتمال في ان يكون انخفاض درجات الحرارة متدرجا خلال شهر سبتمبر المقبل، حتى يعتدل الجو نهاراً في منتصف شهر اكتوبر وتزداد برودته في الليل، فيما يستمر النهار أطول من الليل هذه الايام مؤثرا بشدة الحر، ويأخذ الليل حصته من النهار متتاليا، حتى يتساوى طول الليل مع طول النهار في 23 من سبتمبر ولكل منهما 12 ساعة، ومن ثم يطول الليل، اضافة الى ان نوء سهيل هو بداية النهاية للجفاف والحر والصيف الطويل الممل (عادةً)، وفي نهايته يبدأ الوسم والأمطار، وخلال موسم سهيل ينتهي فصل الصيف ويبدأ فصل الخريف فلكياً، كذلك فإنه لا يعني بالضرورة ان الطوالع بمثابة متغير تام في الأحوال الجوية؛ لأنها تكون متدرجة، وضمن علامات يتم الاستئناس بها لمعرفة النقلات الفصلية على نحوٍ تقريبي، ودون علاقة في تأثير النجوم على حالة المناخ على الارض نهائيا. ومن جهته، توقع خبير المناخ والفلك الدكتور عبدالله المسند، استاذ الجغرافيا بجامعة القصيم، ان تبقى درجات الحرارة مرتفعة، ونسبة الرطوبة على السواحل عالية، مما يتسبب في الإرهاق، وان احتمالية هطول الأمطار تبقى ضعيفة لشدة الجفاف وارتفاع درجة الحرارة في طبقة التربوسفير الملامسة لسطح الأرض، وإن هطلت فعادة تكون زخات قليلة، عدا القطاع الغربي من المملكة، فتكون الاحتمالية فيه أعلى، ويشار إلى أن المزارعين يحذرون الأمطار المبكرة في موسم سهيل، وذلك خوفاً على محاصيل التمر التي بعضها لا يزال بطور النضج، وفي آخر موسم سهيل قد تتوقف حركة السحب الصيفية من الشرق للغرب وتبدأ بالعكس، نظراً للانكماش النسبي لمنخفض الهند الموسمي وتراجعه نحو الجنوب، أما على المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة، فتعتبر الأمطار في هذه الفترة من العام قائمة، ووفقاً لمعطيات بعض النماذج الرياضية المناخية، من المتوقع أن تكون الامطار أعلى من معدلها السنوي بالمرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة.