سلط تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» الضوء على تراجع صناعة الفحم في الولاياتالمتحدة والخسائر المتزايدة لدرجة الإفلاس وإغلاق منشآت للطاقة، بالإضافة إلى تفشي البطالة في هذه الصناعة. ومنذ عام 2011 حينما بدأت أسعار الفحم في الهبوط، اضطرت الشركات -التي عانت من توفير السيولة- لخفض ما يقرب من 10 آلاف وظيفة سنوياً، وهي وتيرة لم تحدث منذ ثورة آلات التعدين عالية الإنتاجية في ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي والتي أدت إلى تقليص الاعتماد على العنصر البشري. ويعود السبب نوعاً ما إلى تراجع إنتاج الفحم في الولاياتالمتحدة وتباطؤ الواردات من جانب الصين، ولكن السبب الأكبر يكمن في الانخفاض القوي في أسعار الغاز الطبيعي الذي استحوذ على نصيب الفحم في أسواق الطاقة، ومن المرجح استمراره على هذا المنوال. وأفاد المحللان الفنيان لدى «بلومبرج» «ويليام فويلز» و»أندرو كوزجروف» أن ثورة النفط الصخري قد أسهمت في انخفاض أسعار الغاز الطبيعي كثيراً مما دفع بعض المنشآت الصناعية إلى تغيير مصادر الطاقة التي تعتمد عليها، وبالتالي فقد الآلاف من عمال مناجم الفحم وظائفهم. ونتيجة لذلك، تعاني مناطق استخراج الفحم في كل من «أبالاتشيا الوسطى» والجبال الممتدة جنوبي «فيرجينيا الغربية» و»شرق كنتاكي» والولايات المجاورة بسبب هذه الأزمة، حيث دائماً ما اعتبرت هذه المناطق مهداً لصناعة الفحم في الولاياتالمتحدة. كما أوضح المحلل لدى شركة «كلاركسون بلاتو» «جيريمي سوزمان» أن تلك المناطق هي الأقدم في استخراج الفحم ووقعت تحت وطأة الضغوط؛ بسبب ارتفاع التكاليف العادية وصعوبة التنافس مع الغاز الطبيعي. وتسبب هذا الاتجاه في تدمير مناطق مثل «Boone County» في «فرجينيا الغربية» التي تراجع بها الإنتاج بنسبة 67% العام الماضي مقارنةً بعام 2008، بحسب بيانات صادرة عن مكتب التدريب والصحة الخاص بقطاع التعدين في الولاية.