فقدت الأسهم الأمريكية في بورصة وول ستريت حوالي ألف نقطة خلال الدقائق الأولى من تعاملات اليوم الاثنين في أعقاب التراجع الكبير للأسهم الأوروبية والآسيوية على خلفية المخاوف التي تحيط بآفاق الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصادات العالم ، وفقد مؤشر داو جونز الصناعي القياسي للأسهم الأمريكية في مستهل التعاملات أكثر من 6% من قيمته وهو أكبر تراجع يومي للمؤشر منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف 2008 . في الوقت نفسه قلص داو جونز خسائره مع مرور الوقت ليصل التراجع خلال الساعة الأولى من التعاملات إلى 6ر2% فقط مسجلا 16027 نقطة ، و كانت البداية المأساوية لتعاملات وول ستريت قد أثارت موجة تراجع جديدة في البورصات الأوروبية بعد أن أدى انهيار بورصة سنغافورة إلى موجة مع عمليات البيع الكثيف من جانب المستثمرين في مختلف أنحاء العالم. وتراجع مؤشر يوروستوكس50 للأسهم الأوروبية الرئيسية بأكثر من 7% إلى 2882 نقطة ليعكس تراجعا مماثلا في البورصات الوطنية الأوروبية بعد البداية الضعيفة لتعاملات وول ستريت ، في الوقت نفسه فإن الأسهم الأوروبية قلصت خسائرها خلال التعاملات حيث بلغت نسبة مؤشر يوروستوكس 50 في الظهيرة 6ر4% إلى 2960 نقطة ، كان مؤشر يوروستوكس 50 قد بدأ تعاملات اليوم بتراجع نسبته 4ر3% إلى 48ر2996 نقطة. وجاء تراجع الأسهم الأوروبية في أعقاب تراجع مؤشر بورصة شنغهاي المجمع في الصين بنسبة 5ر8% ليؤدي إلى تراجعات كبيرة في مختلف البورصات الآسيوية. وتراجع مؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية بنسبة 6ر4% وتراجع مؤشر هانج سينج في بورصة هونج كونج بنسبة 3ر5% . كانت سلسلة البيانات السلبية بشأن الاقتصاد الصيني قد أثارت تكهنات عديدة حول حالة الاقتصاد الصيني ووضع الملف الصيني على رأس أجندة اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة الدول العشرين في اسطنبول الشهر المقبل. وترافقت المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي مع زيادة المعروض في أسواق النفط العالمية لتؤدي إلى تراجع جديد في أسعار النفط العالمية لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 6 سنوات ، وإلى جانب المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد الصيني، أثار مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي المزيد من الغموض بعد تراجعه عن احتمالات خفض سعر الفائدة الأمريكية أوائل الشهر المقبل ، من ناحية أخرى ارتفعت قيمة اليورو أمام الدولار بنسبة 5ر2% إلى 1662ر1 دولارا بعد تراجع مؤشر داو جونز الأمريكي ،في الوقت نفسه فإن وتيرة تراجع البورصات الأوروبية هدأت بعد محاولة ألمانيا وبريطانيا تهدئة الأسواق. وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إن احتمالات تأثير التراجع الاقتصادي في الصين على الاقتصاد الألماني محدودة، في حين أشار جورج أوسبورن وزير الخزانة البريطاني إلى تركيز الحكومة الصينية على النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال أوسبورن خلال وجوده في السويد "لدى ثقة معقولة، وإن كنت لا اعتقد أننا يمكن ألا نتأثر بما يحدث في الصين. لكنني لا اعتقد أن (ما يحدث) سيسبب مشكلات فورية في أوروبا".