قال تعالى «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» المائدة آية 32 يصف لنا المولى عز وجل عظم ارتكاب الذنب وعظم أجر فعل الخير، مثالان منفصلان في المعنى وفي آية واحدة. سبحان الله ما أعظمه من كلام، أين أنتم أيها المتغافلون عن إدراك معاني كلام رب العباد، الصنف الأول من الآية صمت قلوبهم وغلقت أعينهم، تلكم الفئة الضالة التي باتت تنفذ أجندة خارجية وآخرها في مدينة عسير ذلك التفجير الإرهابي الذي راح ضحيته خيرة من شباب هذا الوطن الغالي نحسبهم والله حسيبهم في منازل الشهداء، وندعو لمن أصيب بالشفاء ولذويهم الصبر ونقف صفا واحداً مع قادتنا وولاة أمرنا حفظهم الله سداً منيعاً وحصنا عتيداً لدحض تلك الفئة وسحق تلك الشرذمة المارقة والتي همها بث الفرقة والمساس باللحمة الوطنية وزرع الفتنة بين أطياف الشعب الواحد عبر تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة، يتبنون أفكارا ومعتقدات لو قرؤوا وفهموا الآية الكريمة الفهم الصحيح! لم يقدموا على هذا الفعل الشنيع فالشرع حرم سفك الدماء وقتل النفس وفي بيت من بيوت الله.. فلنُسم الامور بمسمياتها ونسلط الضوء على ما استجد على شبابنا،،،منذ متى وفي أبناء الجزيرة العربية من يقدمون على تفخيخ أنفسهم، أذكرهم وكل غافل بكلام ربنا المنزل أن يتمعن آيات كتابه المنزل ويفتح قلبه وان يستبصر بنور الله الوضاء ويزيل عنه قمائم الجهل والأفكار المنحرفة، أقول لهم: عوُا وارجعوا إلى رشدكم وانبذوا عنكم التبعية لمن لا يخاف الله فيكم، ولكم في شطر الآية مجال للتفكر والتدبر واجعلوها منهجا لكم تسعدوا بخيري الدنيا والآخرة. تذكر قبل أن تقدم على ما يغضب الله، ان تعمل بعكس وساوسك وما يراودك، إن النفس لأمارة بالسوء وما يزينه لها الشيطان الرجيم اجتنبه وابدأ بما هو خير، صلِّ فرضك وأدِّ ما عليك تجاه ربك، بر والديك ولك في مجالات التطوع الكثير، استبدل أفكارك الشاذة بمساعدة محتاج، زر مريضا فمجالات الخير كثيرة والحمد لله وميسرة وسهلة، وأجرها كبير، أحْيِها فبذلك تحيي الناس اجمعين، لك أن تتصور الثواب العظيم والجزاء العميم الذي ربما يتخطاك الى أقربائك أو أبنائك من بعدك وان يترحم عليك، لا أن يسجل اسمك في سجل المنتحرين والله الهادي لسواء السبيل.