لم تكن أغلب الدول الخليجية والعربية منذ رفع ايران زمام تصدير الشغب بمنأى عن وجود أفواج متلاحقة بمسميات عدة فمرة تحتضن فلول القاعدة وجماعة الإخوان وحماس وحزب الله اللبناني وفيلق بدر وجيش المهدي العراقيين وأنصار الله اليمني وهذه الأحزاب الأخيرة حظيت بدعم مذهبي منذ الفكرة حتى غدوا تنظيمات تتحكم في رئة العراقولبنان واليمن وأخيرا وليس آخرا داعش التي لم تقتل ايرانيا واحدا رغم الاختلافات الأيدلوجية الا أن المصالح المشتركة تحتم التعامل مع أي نوع من المهرجين ما دام أنه يعمل على ما يسمى بولاية الفقيه على المسرح العربي والسيطرة على أجهزته وهذا هو الحلم. والسؤال الذي يطرح حاليا لماذا يرضى بعض المواطنين أو المجنسين أو المقيمين في بعض من الدول العربية أن يكونوا أداة طيعة لزعزعة أوطانهم ومقدراتهم وثرواتهم وحاضرهم ومستقبل أبنائهم، ما الحلم الآخر الذي يعملون عليه؟، وما النتائج المتوقعة؟ لنرى أفغانستانوالعراقولبنان واليمن وليبيا وسوريا كنماذج للاقتتال المذهبي بين أبنائها هل حصلوا على الرخاء والاستقرار والأمن والأمان وبخاصة ونحن نسمع ونرى ما حدث في العراق من محسوبيات الفساد واستنزاف الثروات الوطنية على الرغم من الانتماء لأحضان طهران فكرا ومذهبا وعلو أصوات تتباكى على الحكم الجمهوري السابق خلال عهد صدام حسين الذي على الأقل كان فيه أمن وأعمال ووظائف والدينار العراقي كان له رنين في حين أن الوضع الاقتصادي والنفطي والتعليمي الحالي لأغلب الشعب العراقي وفي محافظاته المتناثرة يعيشون أوضاعا مزرية ويخرجون حاليا بكل طوائفهم للتظاهر ضد عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي وخلافه وليس ببعيد لبنان. ان نماذج الدول التي أراد شعوبها الانزلاق وراء خرافة ولاية الفقيه على المسلمين قاطبة في كل الدول العربية غير قابلة للتطبيق لأن هنالك مكونات عرقية ومذهبية ودينية أخرى لن ترضى بالتهميش والازاحة بأي حال من الأحوال وفي نهاية المطاف ستظل تلك البلدان في تخلف وفوضى واقتتال وتناحر وصراع وحلب للثروات وهجرة وترحيل قسري ومآس ودماء وهذه الصورة القاتمة الفظيعة لا يرضاها الدين ولا العقل وأجزم أن الشيطان الأكبر وهو ايران الملالي، على عكس ما يروج عن الآخرين، هو المستفيد من حالة الوهن والخنوع التي ستفرض عليهم بحسب خططهم التي اتفقوا فيها سرا وعلانية مع الطائفة اليهودية التي يكنون لها كل الاحترام والتقدير كدولة في الشرق الأوسط وكمواطنين عندهم نتيجة التحالفات القديمة الموروثة والتي ما زالت رغم الكذب والتلاعب بالمسميات عن تحرير القدس لم نر أي جهد في ذلك سوى فقاعات صيف وأيام معدودة يتلاعبون فيها بمصطلحات مناهضة للاستعمار والاستكبار بحد زعمهم الذي انكشف وغدا واضحا للشارع العربي بمختلف انتماءاته. ان المؤامرة الشيطانية التي يحركها ملالي ايران ومن معهم من الدول الحليفة الكبرى واقتسام المنافع تحتم على المواطن والسياسي العربي أينما كان أن يعي مليا الوطن والسيادة أم التبعية والخذلان وما قصة تسميم السياح السعوديين في ايران مؤخرا في أحد الفنادق ببعيدة عن الذاكرة. وقبل الختام لا نملك ازاء كل المؤمرات الا أن نقف صفا واحدا ضد مشروع التمدد الصفوي في الدول العربية مع قياداتنا وأوطاننا ونترفع عن الخلافات لأن الأفعى لن تبقي ولن تذر اذا ما ترك رأسها يمرح. وفي الختام اللهم أعز المملكة العربية السعودية وطنا وقيادة وشعبا واجعله شامخا عزيزا يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقام فيه السنة وتدحض فيه البدعة آمين.