يتذكر ركاب الطائرات جيدا هذه الجملة عندما تبدأ تعليمات السلامة تذاع على متن الطائرة قبيل انطلاق الرحلة، ولكن هل لاحظتم تجاهل الكثير من الركاب لتلك التعليمات؟! الغريب أن مستخدمي الطائرات في الدول غير العربية يتابعون بدقة تامة كل ما يقال عن السلامة، بل ويقرأون النشرة الموجودة عن السلامة بكل تفاصيلها لمعرفة نوعية الطائرة ومخارج الطوارئ التي تختلف من طائرة إلى أخرى، يقرأون ويستمعون لكل شيء حتى لو كان آخر عهده السفر بالطائرة هو نفس يوم السفر أو قبله بيوم، أما نحن فكل شيء لا يعنينا وكأن الاستماع والنظر إلى إرشادات السلامة أمر بديهي، بل ويصل إلى درجة الاستهتار والاستخفاف والأنفة أن تستمع إلى تلك النصائح المهمة، بل ويعتبر انتقاصا من كبرياء العرب تحت مفهوم هذه ليست المرة الأولى التي نسافر. غريب هذا التعالي عن متابعة ما يفيدنا في حال حدوث طارئ لا سمح الله! نلاحظ المسافر العربي يتعمد أن يشغل نفسه بأي شيء عدا إعطاء بضع دقائق للاستماع إلى تعليمات السلامة، وقد يكون هذا التصرف نابعا من عدم اعترافنا بمفهوم السلامة أصلا سواء في المنزل أو العمل أو حتى الطريق تحت مفهوم ان ما أصابك لم يكن ليخطئك.. ومع احترامنا وقبولنا وإيماننا بهذا القول إلا أن الأسباب موجبة لحدوث ذلك بتدبيره جل وعلا، ولكن لكل شيء سببا . ومن الواضح أن معظم الطائرات الآن تتم فيها تعليمات السلامة بأسلوب جيد وشيق، فهل نتفاعل مع ذلك وصولا لجعل مفهوم السلامة حجر الزاوية في حياتنا اليومية أم ان هذا حلم من أحلام العرب التي تحتاج إلى مفسري الأحلام الذين شغلونا بالتفاسير والتي تجعل الحلم الواحد له أكثر من تفسير وتحليل ونبقى نحن مشدودين في أماكننا بأحزمة بنهايتها أطراف معدنية تسمى (المزلاج).