أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، خلال اجتماع تنسيقي لمؤسسات المنظمة الخاص بمكافحة الإرهاب، مؤخراً، تعيين وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن سابقا، الدكتور عبدالسلام العبادي، أمينا عاما لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، التابع للمنظمة، خلفا للدكتور أحمد خالد بابكر، المنتهية ولايته. وهذه هي المرة الثانية التي يشغل فيها العبادي هذا المنصب، حيث شغله بداية من أول مارس 2008م إلى حين تعيينه وزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في ديسمبر 2009م. وهو ممثل للأردن لدى المجمع منذ تأسيسه في عام 1983م. وقد شهدت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي إبان تولي العبادي منصب أمين المجمع نقلة نوعية، تميزت في وضع هيكلة إدارية جديدة وفق فلسفة إدارية حديثة، ووضع تصور شامل لخطة تطوير المجمع اتساقاً مع توجه القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي انعقدت في مكةالمكرمة، والقاضية بأن يكون المجمع المرجعية الفقهية للأمة الإسلامية. وتقلد الدكتور العبادي، المولود عام 1943م، العديد من الوظائف السامية في بلاده من أهمها: تقلده وزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ووكيلا لوزارة الأوقاف وأمينا عاما لها، ومديرا عاما لمؤسسة تنمية أموال الأيتام، ورئيسا لجامعة آل البيت ورئيسا لمجلس أمنائها، وأمينا عاما للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. كما تم اختياره عام 2008م رئيساً للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضوا في مجمع البحوث الإسلامية. نذكر بأن مجمع الفقه الإسلامي تأسس عام 1983م بقرار من مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد بمكةالمكرمة والطائف. ويهدف المجمع، الذي يوجد مقره في جدة، إلى تحقيق الوحدة الإسلامية نظريا وعمليا عن طريق محاولة جعل السلوك موافقا لأحكام الشريعة الإسلامية على المستوى الفردي والاجتماعي والدولي. كما يهدف إلى تقوية رابطة الأمة الإسلامية بعقيدتها من خلال الاسترشاد بالشريعة الإسلامية، ودراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهادا أصيلا لتقديم الحلول لها حسب مقتضيات الشريعة الإسلامية. ويبلغ عدد الدول المشاركة بالمجمع 43 دولة، ممثلة بواحد أو أكثر من خيرة علماء الفقه الإسلامي من أبنائها. كما يستعين المجمع بالعديد من الخبراء المميزين في مجالات المعرفة الإسلامية وشتى المعارف والعلوم الأخرى. وفي صعيد آخر توفي العلامة السوري الشيخ وهبة الزحيلي مساء السبت الماضي في دمشق عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، عن عمر ناهز الثالثة والثمانين سنة. وقالت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في بيان النعي الذي أصدرته: إن الشيخ الزحيلي يعد "أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر الحديث، وقد أغنى المكتبة الإسلامية بمؤلفات وتحقيقات متميزة، وشارك في مؤتمرات وندوات متخصصة كان له فيها العطاء العلمي الرصين، ومنها مؤتمرات وندوات نظمتها الإيسيسكو في الرباط وفي غيرها من عواصم الدول الأعضاء". وأضاف البيان: إن "الفقيد الكبير كان عضوا في عدد من المجامع الفقهية والفكرية في المملكة العربية السعودية، والأردن، والسودان، والهند، وأمريكا، كما شغل منصب رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في كلية الشريعة بجامعة دمشق. وهو حاصل على جائزة أفضل شخصية إسلامية في حفل استقبال السنة الهجرية الذي أقامته الحكومة الماليزية سنة 2008 في مدينة بوتراجايا". وأكد البيان أن العالم الإسلامي فقد بوفاة الشيخ وهبة الزحيلي "عالما موسوعيا وفقيها متبحرا وباحثا مجيدا".