لحظات قليلة قد تفصل قائد السيارة عن وقوع حادث تصادم فالحادث يقع في ثوان معدودة. وعلى الرغم من الإحصائيات التي تتوالى يوميا عن دور الأخطاء البشرية في وقوع الحوادث إلا أن هذه الأخطاء مستمرة ويضاف إليها عدم اكتراث ورعونة بعض السائقين وكلها أسباب تتوالى لتؤدي في نهاية المطاف إلى وقوع الحوادث. ومن هنا كانت الحملات التوعوية ولا تزال ضرورة ملحة وعاجلة لإيصال الرسائل المهمة لقائدي السيارات حول العديد من المواقف التي يجب أن يتعاملوا معها من أجل تحقيق أقصى درجات الأمان على الطرق. ويرى خبراء السيارات أن هناك جملة من الأمور التي يجب أن يضعها قائد السيارة في اعتباره حتى يقود سيارته بأمان تام وأول هذه الأمور هي توخي الحذر والنظر جيدا عند مرورك بنفسك أو بالسيارة في طريق أو ميدان متعدد الحارات والاتجاهات، فربما تأتي سيارة مسرعة من أي اتجاه وتصدمك أو تصدم سيارتك لا قدّر الله. كما يرى خبراء السيارات أهمية أن ينظر قائد السيارة بعناية في الاتجاهين– مرتين– قبل أن يدخل في تقاطع للطرق. فإنه من السهل عدم ملاحظة سيارة قادمة من أول نظرة حيث يمكن أن تكون في مجال للرؤية خلف إطار الزجاج الأمامي. فالنظرة الأخرى لن تأخذ من الوقت إلا ثانية والتي قد تكون كافية لمنع تصادم خطير. ويضيف خبراء السيارات أنه يجب أن ينظر قائد السيارة إلى جهة اتجاه سيره قبل أن ينطلق بالسيارة عند التقاطع فمثلاً؛ عند انتظاره خلو الطريق من السيارات القادمة من الإشارة في اليسار وقبل أن يأخذ الدوران لليمين يجب أن ينظر إلى اليمين قبل أن يستأنف السير, فقد يكون هناك بعض المشاة أو السيارات تعبر الطريق خلال انتظاره للدوران. وينصح خبراء السيارات قائد السيارة بألا يندفع مسرعاً في تقاطع فور تحول الإشارة الضوئية للمرور إلى اللون الأخضر فهذه طريقة جيدة لمنع اصطدامه بسيارة شخص مسرع قاطع للإشارة الحمراء الخاصة به قادماً من الناحية الأخرى. كما يجب على قائد السيارة أن يتوقع التغييرات المفاجئة في السير. فعلى سبيل المثال, في حالة السير في الحارة السريعة من الطريق وأمامه الطريق خال والحارة المجاورة ممتلئة بالسيارات, يجب أن يكون قائد السيارة مستعدا لأن يندفع سائق (غير صبور) من تلك الحارة إلى أمامه مباشرة. ويقول خبراء السيارات إنه يجب أن يأخذ قائد السيارة حذره من المنطقة غير المرئية للسائقين الآخرين. ويتخذ مزيداً من الحذر عند المرور من السيارات الضخمة (الحافلات), التي ليس لها مرونة في السير ولها منطقة كبيرة غير مرئية (المنطقة العمياء). في حالة عدم رؤيته لمرآة الشاحنة فإن الاحتمال أن السائق لا يراه. كما يجب على قائد السيارة أن يتجنب السرعة الزائدة، ويلتزم بالسرعة المقررة من المرور لكل طريق. فالسرعة الزائدة تؤدي إلى زيادة زمن ومسافة توقف السيارة عند استخدام الفرامل. ويجب أن يقلل السائق من الوقت والمسافة المتاحة للمناورة لتفادي الحادث. ويزيد من القوى المؤثرة على السيارة في حالة الدوران والتي تؤدي إلى زيادة احتمالات الزحف أو الانقلاب. حيث ان زيادة السرعة تزيد من طاقة الحركة للسيارة بصورة كبيرة وتؤدي إلى زيادة قوة الاصطدام. ويشير خبراء السيارات الى أنه يجب أن يتعرف قائد السيارة على المنطقة غير المرئية لسيارته. حيث يجب أن يكتشف المنطقة غير المرئية لسيارته (المنطقة العمياء)، فحينما يلاحظ الطريق عند استخدامه للمرآة الخلفية. ريما يحتاج أن يلتفت لينظر مباشرة للحارة بجانبه لاكتشاف شيء لم يلاحظه في المرآة، حيث ان هذا الأمر في غاية الأهمية بالأخص عند تغيير الحارة- لا يجب أن يعتمد فقط على المرآة. كما يجب أن يأخذ قائد السيارة حذره من الأطفال والحيوانات الأليفة، ويجب أن يراعي لوحات المرور الإرشادية الخاصة بتحديد السرعة بالقرب من المدارس أو المناطق السكنية؛ فإن الأطفال والحيوانات الأليفة يمكن فجأة الاندفاع أمامه داخل الطريق. وأخير يطالب خبراء السيارات قائد السيارة دائما بأن يجعل السيارة في حالة تشغيل سليم. ولا يتأخر عن إجراء الصيانة الوقائية والإصلاحات بسيارته. حيث يجب أن يفحص عمق مداس الإطارات وضغط النفخ بصفة دورية. وضبط الفرامل وزوايا العجل عند الاحتياج لذلك.