لا شك في أن كل واحد منا يحمل هم قضية ما سواء كانت قضية شخصية أم قضية اجتماعية مشتركة مع فئات وشرائح من المجتمع, وبالتأكيد أننا نسعى لنصرة تلك القضية بشتى السبل والوسائل, إلا ان البعض يغفل جانبا وبابا مهما جداً في نشر وإبراز قضيته, أظنكم عرفتموه! نعم إنه التطوع, فكيف يمكن أن نبرز قضايانا من خلال التطوع؟ وللإجابة أقول: يجب علينا أولاً أن نؤمن بقضيتنا, إيماناً تاماً يجعلنا قادرين على إقناع الآخرين بها, بل ويؤمنون بها أيضاً, ولا يتأتى ذلك إلا من خلال إلمامنا وفهمنا الجيد للقضية. إقرأ كل شيء عن قضيتك, ابحث في محركات البحث على الإنترنت عن كل ما يخص قضيتك, لتستطيع مخاطبة الآخرين بشكل فعال وواقعي يستحوذ على عقولهم وعاطفتهم, وانتبه فإن أكثر من يسيئ لأي قضية هم المتحمسون لها حماساً غير منضبط وبلا علم ولا إلمام كاف, فتأتي النتائج عكسية. كذلك تطوع مع أشخاص ومجموعات لهم نفس الاهتمام المشترك, واحرص على تفعيل الأيام العالمية والمناسبات الخاصة بقضيتك, ومن المهم أن تستقطب متطوعين جددا في كل مرة للفعاليات الخاصة بقضيتك, لأن اهتمامهم لن ينقطع بانتهاء الفعالية, وإنما سيستمر حتى ما بعد انتهاء الفعالية, وبذلك تكون قد كسبت متعاطفين ومؤيدين جددا لقضيتك كل مرة. ومن الخطأ أن تحصر مشاركاتك في الأعمال التطوعية المعنية بقضيتك فقط, بل تطوع في الفعاليات والمناسبات الأخرى, فوجودك فيها إبراز لقضيتك في حد ذاته, وكمثال على ذلك : كثير من الأشخاص ذوي الإعاقة يتطوعون في فعاليات لا علاقة لها بالإعاقة, فلمجرد تطوعهم في تلك الفعاليات العامة هم يدعمون قضيتهم ويساهمون في إيصال رسائل إيجابية عن ذوي الإعاقة مفادها : "كلنا سواء في العطاء". كما أن تواجدهم في تلك الفعاليات يوجد نوعاً من المسؤولية المجتمعية لدى الجهات المنظمة للفعالية تجاه الأشخاص ذوي الاعاقة. حيث ستبدأ تفكر تلك الجهات بشكل جدي بأخذهم في الاعتبار, سواء أكان في التهيئة العمرانية أو في خططها وبرامجها التنموية. أخيراً عندما تتطوع فإنك ستتعلم كثيرا من المهارات العملية التي ستفيدك في دعم قضيتك.