أيام قليلة تبقت على بداية انطلاق انتخابات أعضاء المجالس البلدية في المملكة، وهي مرحلة هامة في تاريخ المملكة العربية السعودية، والتي ستشهد دخول المرأة السعودية في الانتخابات لأول مرة كناخب ومرشح. الانتخابات البلدية تمثل أهمية كبيرة لتطوير العمل البلدي في المملكة، نظراً لدور المجالس البلدية في العمل مع الأمانات في تطوير آليات العمل البلدي، من خلال الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، إن المتابع لعمل المجالس البلدية في الدورات السابقة يستطيع أن يتلمس الدور الكبير الذي قامت به المجالس البلدية، من خلال الالتقاء بالمواطنين بشكل مباشر والتعرف على آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم عن قرب الى جانب المشاريع التي تنفذها الأمانة والبلديات التابعة لها، وهو ما كان له الاثر الكبير في إحداث نقلة نوعية في العمل البلدي. إلا أن الانتخابات المقبلة ستشهد تغيرا كبيرا في الاليات والاشتراطات، إذ تم تعديل سن الناخب من 21 إلى 18 عاماً، وهو ما يعني أن الفئة الأكبر من الناخبين، ستكون من فئة الشباب، وهو ما سيعزز من ثقافة الانتخابات لفئة الشباب، والذي سيعطي دافعا كبيرا لهم لتحمل المسؤولية لاختيار المرشح المناسب لهم. وسيكون للمجالس البلدية حضور قوي ومؤثر في الدورة المقبلة، بعد أن تم زيادة صلاحيات المجالس وفصل كرسي رئاسة المجلس عن الأمانة واستقلالها، ما يعني إعطاءها صلاحيات أوسع لممارسة عملها، جميع هذه التعديلات تعطي انطباعا سائدا بأن المجالس البلدية سيكون لها أدوار هامة وفعالة في تطوير العمل البلدي، وهو ما نحتاجه خلال المرحلة المقبلة، وخاصة أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه مستمرة في سياسة الإنفاق الحكومي على المشاريع البلدية، بهدف تطوير البنى التحتية. تجربة إشراك المرأة في المجالس البلدية سيكون لها الأثر الكبير في عمل المجالس البلدية، وبخاصة أن المرأة كان لها تجربة سابقة من خلال إشراكها في مجلس الشورى، وقد لاحظ الجميع تفاعل عضوات مجلس الشورى مع قضايا المواطنين، والتحول الكبير الذي طرأ على عمل المجلس بعد دخولهن، وهو الأمر نفسه المأمول من المرأة بعد دخولها المجلس البلدي، والتي ستكون على سلم أولوياتها قضايا المرأة، وبخاصة أن الكثير من الأمانات في المملكة افتتحت خلال السنوات الماضية أقساما نسائية. شارك بصنع القرار هو العنوان الأبرز في الانتخابات البلدية والتي ستكون إحدى أهم مراحل العمل البلدي المقبلة.