أكد متخصصون بالتربية والتعليم ان اطلاق وزارة التعليم لبرنامج "رفق" الارشادي مطلع العام الدراسي القادم سيسهم بشكل مباشر في القضاء على ظاهرة "التنمر" التي يعاني منها طلاب وطالبات اكثر من 33 الف مدرسة في مختلف المراحل في المناطق والمحافظات والمدن. ووفقا لمتخصصين في الإرشاد الطلابي تبدأ وزارة التعليم بإطلاق البرنامج الرامي لخفض حالات العنف في مدارس البنين والبنات وتعتبر خطوة شجاعة من وزارة التعليم في الاعتراف بالظاهرة التي كانت تعالج في الفترات السابقة بسرية وبصورة غير جدية، لافتين الى ان الاعتراف بالمشكلة هو اولى خطوات النجاح بإيجاد حلول للظاهرة التي تشغل أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات ومديري ومديرات المدارس والمرشدين الطلابيين ومرشدات الطالبات. وقال ل "اليوم" مدير إدارة التوجيه والارشاد في الادارة العامة للتعليم بمنطقة حائل فهد الموكاء ان تطبيق الالية بشكل دقيق وسليم لبرنامج "رفق" الارشادي ستنعكس بشكل ايجابي على الميدان التربوي والقضاء على حالات العنف التي تشهدها المدارس. لافتا خلال حديثه الى ضرورة وجود عقوبات صارمة ومعلنة لإدارات المدارس والمعلمين والمعلمات والمرشدين الطلابيين والمرشدات الطلابيات في حال عدم تطبيق البرنامج في مدارسهم. وقال: "البرنامج يهدف بالمقام الاول لتوفير بيئة تعليمية مميزة للطلاب والطالبات بعيدا عن الشحن والقلق النفسي الذي يسبب ضعفا في العملية التعليمية للطالب والطالبة في المدرسة. واشار الى تفاؤله الكبير بتحقيق البرنامج لاثار ايجابية عديدة ستكون مشاهدة خلال العام الدراسي القادم شريطة تفاعل مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات والمرشدين والمرشدات وتناغمهم مع اهداف البرنامج للوصول للهدف الذي من اجله البرنامج. وقال: "تأتي التوعية للطلاب والطالبات وتعليمهم ووقايتهم من كل ما يعترض توافقهم النفسي والتربوي والأسري والاجتماعي بهدف تحقيق التوافق الكلي لهم كاحد المرتكزات التي يجب الانطلاق من خلالها للقضاء على ظاهرة العنف المدرسي للطلاب والطالبات. وقال الموكاء: للحد من ظاهرة العنف المدرسي يجب العمل على الجانب الوقائي ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف ونشر حقوق الانسان بين الاطفال والكبار ايضا والعمل على التربية الصحيحة. وتعرف الدراسات النفسية العنف بانه سلوك إيذائي ينطلق من خلال استبعاد الآخر، عن طريق الحط من قيمته أو عن طريقة تحويله إلى تابع أو بطرده خارج الساحة أو عن طريق الايذاء المعنوي أو الجسدي وهو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن فرد أو جماعة بهدف استغلال الطرف الآخر في علاقة قوة غير متكافئة من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية والهدف منها الاضرار المادي والمعنوي. وهذا يعني ان العنف يتضمن عدم الاعتراف بالطرف الاخر وقد يكون العنف باليد أو اللسان وهو بالتأكيد يتضمن الكراهية والتهميش وحذف الطرف الاخر. ويأتي العنف المدرسي بعدة اشكال وصور فقد يقع بين الطلاب بعضهم البعض أو قد يكون من قبل المعلمين والمعلمات بين بعضهم البعض أو بين المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات او الصورة الاكثر خطورة ان يكون العنف المدرسي بين المعلم والطالب فالمعلم يجب ان يكون القدوة التي يراها الطالب او الطفل كل يوم امامه المعلم يجب ان يكون سلوكه وتصرفه دائما بالصورة الصحيحة حتى يتعلم الطفل منه السلوك السوي وليس سلوكات خاطئة تؤدي بالضرر على المجتمع والاسرة. ويتخذ العنف المدرسي بين الطلاب والطالبات عدة اشكال وصور منها الاعتداء باليد او الدفع والتخويف والتحقير ومناداته بألقاب معينة لا يحبها، لها علاقة بالجسم او الطول والسب والشتم في حين ان اشكال العنف المدرسي الذي يقترفه الطلاب والطالبات على المدرسة تتلخص في تكسير الشبابيك والأبواب ومقاعد الدراسة والحفر والكتابة على الجدران وتمزيق الكتب وتكسير وتخريب دورات المياه وتمزيق الصور والوسائل التعليمية والستائر، في حين يتمثل العنف المدرسي من الطالب والطالبة على المعلم والمعلمة أو الهيئة المدرسية بتحطيم أو تخريب ممتلكات خاصة بالمعلم أو المعلمة او المدير والمديرة والتهديد والوعيد والاعتداء المباشر في حين يقترف المعلمون والمعلمات العنف المدرسي على الطلاب والطالبات من خلال العقاب الجماعي وهو معاقبة الجميع بالضرب مثلا جراء خطأ اقترفه طالب أو طالبة واحدة أو مجموعة والاستهزاء أو السخرية من طالب أو طالبة أو مجموعة من الطلبة والاضطهاد والتفرقة في المعاملة بين الطلاب والطالبات مما يؤدي الى كره المعلم والمعلمة والمادة في نفس الوقت عدم السماح بمخالفة الرأي حتى ولو كان المعلم او المعلمة على خطأ والتهميش والتجهم والنظرة القاسية والتهديد المادي أو التهديد بالرسوب وإشعار الطالب والطالبة بالفشل الدائم والسخرية من الطالب او الطالبة بشكل علني.