من المُفارقات العجيبة والتي أتوقف عندها أتأمل قليلاً بعض سلوكيات الأشخاص فوجدّتني أعجب لأمرهم فلم أجد تفسيراً لحالتهم، فلغة الحوار وتقبّل رأي الآخر لا وجود لها بقاموسهم، فعندما تتبادل معهم أطراف الحديث والنقاش بموضوع ما. أو تُعاتبهم على تصرّف سيئ تعاملوا به معك. تجدهم وإن كانوا على غير الجادة يُصرون على رأيهم وموقفهم ولا يقف بهم الأمر على ذلك بل يلقون بالخطأ عليك وإن لم تخطىء بحقّهم، يُضاف إلى ذلك أنهم يرفعون أصواتهم أثناء النقاش فيتحوّل النقاش من قبلهم إلى معركة كلاميّة؛ فتلتزمُ الصمّت حِيال ذلك وإن كنت على حق. فلماذا! لأن الحوار من قبله أخذ مسارا آخر أشبه بالغوغاء الأخلاقية وأنت لديك قناعة بأنّ هندسة الحوار لغة فكرية راقية تعتمد على تبادل وجهات النظر التي يدخل فيها العتاب؛ فالعتاب يُزيح الكُره وسوء الفهم بين الأشخاص، ولكن عندما يتحول الحوار إلى حلبة مصارعة تغلب عليها ضجيج الأصوات، فعندها تلتزم الصمت فأنت لا تجد جدوى من الحديث معه لأنك تؤمن بأنّ الحوار فكر وثقافة؛ وعليه وجب احترام وجهات نظر الآخرين وإن تعارضت معك، لهذا احترمت ثقافة الحوار فلا ينزل بلغته الحوارية لمستوى الفوضى احتراماً لفكره من التلوث اللغوي لذلك أقول هُنا يا حبذا لو أننا جميعاً احترمنا الحوار بإعطائه حقّه.