الجميع يعاني من مراجعة كثير من فروع البنوك سواء المودع أو الساحب كلهم تهدر البنوك أوقاتهم بلا حساب وتفتخر بالأموال التي لديها مع أنها ليست لها بل لهؤلاء المراجعين الذين لا تقيم لهم قيمة ولا لوقتهم، فالحقيقة أن البنوك مجرد صندوق كبير تودع فيه أموال الناس والبنك مجرد حارس تفترض فيه الأمانة ليخدم زبائنه ويحرص على أوقاتهم من أصغر عميل إلى أكبر عميل، لماذا ينتظر المراجع الساعات الطوال لصرف شيك أو إيداع مبلغ بينما موظف البنك إما يقوم بترتيب وضع شماغه أمام الزجاج العاكس ويقارن نفسه بأناقة أحد زملائه أو يتكلم بالهاتف الجوال أو يتابع أحد المواقع الإلكترونية بكل صفاقة وعدم اهتمام بالناس الذين ينتظرون على مضض ولديهم التزامات عمل أو أنهم ينتظرون استلام المبلغ أو إيداعه لعلاج مريض أو حل مشكلة؟ والكثير من الناس لديهم ما يشغلهم في هذه الحياة غير الصرف أو الإيداع الذي صار مزعجا لدى كثير من المراجعين للموظفين غير الأكفاء في البنوك. عانيت مثل غيري من هذا اللؤم البنكي فذهبت لمدير عمليات أحد البنوك وكان متفهما فقال: إننا نعاني فعلا من هذه المشكلة وسببها نقص الموظفين ورفعنا للإدارة العامة ولكنها لا تستجيب لطلبنا! ولذلك يتحكم بنا الموظف الكسول لأننا لا نستطيع الاستغناء عنه فيتوقف عملنا وليس من السهل توظيف موظف جديد، ولو كان البديل متوفرا لتغير الوضع في أسلوب الأداء لدى هذا الموظف أو ذاك. فاستغربت هذا المنطق.. نعم استغربت عدم تجاوب إدارات البنوك رغم الأرباح المهولة التي تجنيها بالمليارات من زبائنها الذين لا تقوم بخدمتهم على الوجه المطلوب، ورغم كثرة العاطلين من الشباب المؤهل الذين يتمنون العمل لدى البنوك رغم ضعف رواتبها مقابل الجهد الذي يبذله الموظف، وهنا تتضح المشكلة أنها تكمن في الإدارة العامة للبنوك التي تهتم بتحقيق أكبر قدر من الأرباح بصرف النظر عن مستوى الأداء، وقد قيل لي إن بعض الإدارات البنكية توظف أبناء وأقارب كبار الزبائن بناء على توصياتهم بصرف النظر عن أهلية الموظف لبقاء العميل (الهامور) عميلا مستمرا للبنك، كما أعتقد أن السبب هو عدم متابعة أوضاع البنوك من قبل الجهات المعنية مثل مؤسسة النقد التي لا يجب أن يقتصر دورها على الأرقام فحسب، وكذلك وزارة العمل التي من المفروض أن تشرف على اختيار موظف البنك فالبنوك من أهم المرافق التي تعطي الانطباع الحضاري لكل بلد لذلك يجب أن تتمتع بالتعامل المواكب للعصر تتفهم معاناة الناس سواء المراجعين أو معاناة الشباب من البطالة بينما البنوك تعلن ميزانيتها بالمليارات وتهدر أوقات الناس بلا مقابل مع أنه من المفروض أن تحرص البنوك على قيمة الوقت لأنه رأس مال الإنسان.