أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس، قصف المتمردين في اليمن لمناطق سكنية في مدينة عدنالجنوبية دون مراعاة للسكان المدنيين. وجاء في بيان لأولي سولفانغ مسؤول حالات الطوارئ لدى هيومن رايتس ووتش: «أمطرت القوات الموالية للحوثيين مناطق مأهولة من عدن بقذائف الهاون والصواريخ، دون أن تبدي التفاتا إلى المدنيين الباقين هناك». وأشار بيان المنظمة إلى أنه في «أكثر الهجمات دموية، قتلت نيران الهاون في منطقة دار سعد في 19 تموز ما لا يقل عن عشرات من المدنيين بينهم أطفال». وأوضحت المنظمة أنها زارت أربع مناطق في عدن استهدف فيها مدنيون، ووجدت فيها آثار انفجارات ناتجة عن مدافع الهاون وصواريخ. وأضاف سولفانغ إنه «على قادة الحوثيين أن يدركوا أنهم قد يواجهون المحاكمة على جرائم الحرب للأمر بهجمات الصواريخ العشوائية على الأحياء المدنية، أو مجرد الإشراف عليها». ويشكّل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا ال3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأممالمتحدة. وسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على مناطق واسعة من البلاد منذ يوليو 2014 من بينها العاصمة صنعاء. والأسبوع الماضي استطاعت القوات الموالية لهادي بدعم من غارات التحالف العسكري إخراج الحوثيين من غالبية مناطق مدينة عدن. تقدّم ميدانيا، أفادت مصادر يمنية بسيطرة المقاومة الشعبية على أجزاء من مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوبي البلاد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن اشتباكات عنيفة دارت بين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخري عقب دخول الأخيرة إلى الحوطة وسيطرتها على عدد من المواقع. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى من الطرفين في تلك المواجهات التي لا تزال مستمرة بشكل عنيف. وكانت المقاومة الشعبية قد أحكمت سيطرتها الأربعاء على منطقة المحلة والجلاجل التي تبعد عن مدينة الحوطة حوالي أربعة كيلومترات. في سياق آخر، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية بمدينة عدن علي سعيد الأحمدي: إن المنطقة الشمالية لعدن أصبحت مطهرة بشكل كامل بانتظار المعركة الفاصلة في المدينة الخضراء والفيوش ليتم بعدها التوجّه للحوطة وقاعدة العند. 40 أسيرا كما أفادت مصادر قبلية بأن المقاومة الشعبية أسرت 40 من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية في محافظة أبين جنوبي البلاد. وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة دارت بين الحوثيين وقوات المخلوع من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى بمدينة لودر بعد تقدّم المقاومة نحوها وسيطرتهم على جبل «يسوف» الإستراتيجي المطل على المدينة. وأشارت إلى مقتل العشرات من الحوثيين وقوات صالح أيضا خلال تلك الاشتباكات، لافتة إلى أن المقاومة الشعبية حاصرت الحوثيين في مثلث الكهرباء شرق المدينة وثانوية لودر في الشمال، وتقدمت بشكل كبير تجاه المدينة. ولفتت إلى مقتل 10 من أفراد المقاومة وإصابة حوالي 50 آخرين خلال الاشتباكات، متوقعة إحكام المقاومة سيطرتها على مدينة لودر بشكل كامل خلال الساعات القادمة. وتأتي هجمات المقاومة في إطار عملية «السهم الذهبي» بدعم وتنسيق من قوات التحالف الذي تقوده المملكة لتحرير المدن الجنوبية من قبضة الحوثيين وقوات صالح. وأعلنت المقاومة الشعبية في تعز اقتحام المربع الأمني لمليشيا الحوثي في وسط المدينة واسترجاع عدة مواقع إستراتيجية، كما سيطرت على عدة مناطق في عدن واستهدفت سيارتين للحوثيين في الضالع؛ ما أدى لمقتل وإصابة عدد منهم. وشملت المواقع التي استولت عليها المقاومة في تعز مقرات المالية والاتصالات ومكتب حزب المؤتمر الشعبي العام، في حين أضرم الحوثيون النيران في مبنى الاتصالات وحطموا كوابل الهواتف والإنترنت قبل انسحابهم منه. وقالت مصادر في المقاومة: إن 21 من مسلحي الحوثي قُتلوا في الاشتباكات، كما جرح 14 من مقاتليهم. وفي محافظة الضالع جنوبي اليمن، قُتل ستة من مسلحي الحوثي، وأصيب أربعة آخرون فجرا في استهداف سيارتين لهم من قبل المقاومة الشعبية. وقالت مصادر في المقاومة لوكالة الأناضول: إن القتلى سقطوا في هجومين منفصلين للمقاومة على سيارتين كانتا تقلان عددًا من الحوثيين، في مداخل مدينة قعطبة التابعة لمحافظة الضالع. القاعدة على صعيد آخر، قال سكان ومسؤولون محليون الخميس: إن طائرة بلا طيار هاجمت سيارة في جنوب اليمن خلال الليل وقتلت أربعة يُشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة. وكان من بين قتلى الهجوم -الذي نفّذته طائرة بلا طيار يُشتبه أنها أمريكية في مديرية المحفد بمحافظة أبين- رجل، قال سكان: إن اسمه أحمد الكاظمي وهو من القيادات الوسطى المحلية. ويُشتبه أن من كانوا في السيارة أعضاء في أنصار الشريعة التابعة للقاعدة في جزيرة العرب جناح التنظيم في اليمن والأكثر نشاطا في شبكة التنظيم المتشدد على المستوى الدولي. وتقر الولاياتالمتحدة التي تخشى أن تؤدي الاضطرابات في اليمن إلى تعزيز جناح القاعدة بأنها تستخدم طائرات بلا طيار لكنها لا تعلّق علنا على العمليات. ودعا قاسم الريمي الزعيم الجديد لفرع القاعدة -والذي تولى القيادة بعد مقتل سلفه في ضربة لطائرة أمريكية بلا طيار في يونيو- إلى شن هجمات على الولاياتالمتحدة في تسجيل بُث في التاسع من يوليو. رسالة أممية سياسيا، تسلم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -نقلها إسماعيل ولد الشيخ أحمد ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة في اليمن-، تتضمن عددا من الأفكار والمقترحات لإيجاد مخرج للأزمة الحالية في اليمن بحثا عن حل سياسي لها. وقال المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع العربي، إن هناك تطابقا في وجهات النظر في أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية، مشيرا إلى أنه لا يوجد حل لهذه الازمة إلا الحل السياسي وتوافق الرأي بين الأمين العام للجامعة العربية والأممالمتحدة في هذا الشأن. وكشف ولد الشيخ أحمد النقاب عن أهم النقاط التي عرضها على الجامعة العربية بشأن الحل السياسي في اليمن ومنها إرسال مراقبين تحت مظلة الأممالمتحدة، قائلا: «ونرى أنهم في المستقبل يمكن أن يكونوا مساعدين على التوصل إلى الحل السياسي ونرى أنه لن يحدث ذلك إلا بالتنسيق مع الجامعة العربية ولكن هناك نقاطا مختلفة نتحدث عنها، وهناك تطابق كبير في الآراء». وحول النقاط التي طرحها على الأمين العام للجامعة العربية قال ولد الشيخ إنه بعد اجتماع جنيف كانت هناك نواح مختلفة إيجابية وتم بلورة بعض الأفكار التي يمكن الحصول من خلالها على الحل السياسي ومنها تطبيق القرار 2016 فيما يتعلق بالانسحاب، ووقف إطلاق النار، وليس فقط هدنة، وكذلك إرسال مراقبين على الأرض وتوصيل المساعدات الإنسانية والرجوع إلى العملية السياسية السلمية في اليمن، والتي ترتكز على ثلاث ركائز أساسية وهي المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن. وحول دور المراقبين في تثبيت الهدنة قال: «إننا لا نتكلم عن جيش أو مراقبين عسكريين وإنما نتكلم عن مراقبين في الأممالمتحدة، وبتنسيق مع الجامعة العربية وبعض الدول الإسلامية، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان جزءا من اتفاقية سياسية شاملة بين الأطراف، ولكن اعتقد أن ما رأيته مؤخرا في زيارتي للرياض وحديثي مع الأحزاب السياسية أن هناك بوادر إيجابية في هذا الشأن». من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: إنه لابد أن يكون من الواضح أن المراقبين العرب والإسلاميين تحت مظلة الأممالمتحدة هو أمر مطروح، ولكن يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية حتى يمكن إيفاد المراقبين.