نقول إن من يلجأ إلى شخصنة الأمور في النقاش أو الحوار في كل مناحي الحياة عموما هو شخص فاقد للحجة والإثبات نقطة على السطر، وقولنا بذلك الاستنتاج هو الواقع بعينه وأن أي تفسير غير ذلك يجعلنا نهرب إلى الأمام عند مجابهة الواقع، عليه يجب عدم خلط الأمور والتحلي بنوع من الجرأة الأدبية التي تجعلك في نظر الآخرين ذا قيمة ومصداقية، هناك نوع من البشر يلجأ إلى تحويل النقاش أو الحوار في العمل أو غيره إلى خلاف شخصي مع كل من يختلف معه ولا يتقاطع معه في رأيه، بل وتصبح الأمور عدائية وعدوانية عند البعض لا لشيء إلا لمجرد أنك اختلفت معه في مسألة ما، وبدلا من قبول الرأي والرأي الآخر لا يملك (ضعيف الحجة) إلا أن يعلن الحرب عليك بكل الوسائل المتاحة له أو حتى الاستعانة بصديق لتأليب الجميع عليك، هذا النوع يريدك أن تكون صورة طبق الأصل منه أو أن تستنسخ أفكاره وتتقبلها ولا ينظر إليك أنك صديق أو زميل لمجرد أنك خالفت رأيه واحتفظت بشخصيتك واستقلاليتك. ما أجمل النقاش الموضوعي المبني على الحجج والبراهين وحتى ان انتفى البرهان واختفت الحجة يبقى النقاش عقلانيا هادئا وتصفى النفوس ولا مبرر لمعاداة الآخرين لأنهم اختلفوا معنا وتتحول الأمور إلى شخصنة أو شخصية تبدأ ولا تنتهي، بل وتصل أحيانا إلى القطيعة بين أحباب وزملاء وأفراد وأسر، من حق أي إنسان أن يدلي برأيه ويعبر عن فكرته فهذا حق مكتسب له بحكم إنسانيته، أما أن نصادر حرية الآخرين في التعبير عن آرائهم أو ثنيهم لتغيير قناعتهم فهذا تجنٍ على الغير، وبالتأكيد هناك أساسيات للحوار والنقاش وأطر منظمة وأدبيات ومسلمات وخطوط حمر، لكن يجب عدم المزج بين الأمور فالخلاف وارد ولكن يجب أن يبقى في مكانه الطبيعي ولا يتطور إلى أمور شخصية تزعج البلاد والعباد، والغريب ما يلاحظ أن بعض المتعلمين وأصحاب الشهادات والمثقفين وقع في شباك شخصنة الأمور فأصبح البعض لا يطيق رؤية زميله أو صديقه أو حتى إنسان لا يعرفه وإن كان مختلفا معه في نظرة معينة لأمر ما، والعجب أنه لا يتوقف عند حصر خلافه هو مع غيره، بل يسعى إلى تأليب من حوله في العمل أو المجتمع ضد من خالفه الرأي. يجب أن نفتح القلب والرئتين والعقل للجميع ونستوعب الجميع بكل رقي ونتعامل مع بعضنا البعض في سياق جميل محبب جامع لا مفرق، ولله في خلقه شؤون. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحية