هكذا هو الموت يأتي فجأة، والموت حق ولامفر منه ويجب ان نكون مؤمنين بالقدر خيره وشره وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولله ما أخذ ولله ما أعطى، والله أخذ أمانته ولنا في وفاة زميلنا «ابوخالد غازي الصويغ» الكاتب الرياضي من محافظة الاحساء الجزء الشرقي العزيز من مملكتنا الحبيبة- ألم وحزن على الرغم من انني لم أقابله ولم أتحدث معه من سوء حظي لأتعرف عن قرب عن شخصيته الطيبة لانني كما اعلم ان اهل الاحساء هم من اهل الدين والعلم والكرم وطيبة القلب ومنهم من رجال الاعمال المعروفين وان كان معظمهم من ذوي الدخل المحدود ولكنهم معروفون بالكدح والمكدة ومن اصحاب المهن الحرفية واليدوية من اجل كسب الرزق الحلال فالعمل ليس عيبا ويعجبني في اهل الاحساء ومعظمهم من اصدقائي المقربين بانهم طيبون واوفياء ولا ينسون العيش والملح وهم مترابطون وان اختلفت مذاهبهم واعراقهم لانهم تربوا على البساطة والتآخي والمحبة ولهم مع النخيل قصة عشق وحب وانتماء ووفاء. غازي- يرحمه الله- كان يملك قلما رشيقا يكتب برشاقة واناقة وامانة وخصوصا اذا كانت مقالاته عن اندية الاحساء والرياضة في الاحساء ويعطي الاندية حقها من خلال كتاباته المتزنة والهادئة بعيدة عن الاثارة او الاسقاط على الاخرين وكان يمسك العصا من النصف حتى لايكون لنفسه عداوة واعداء وحقد وحاقدون ومن واجبي ان اكتب كلمة حق في زميل مهنة وزميل جريدة واحدة وان أترحم عليه. وهنا نترحم على زملاء المهنة الذين رحلوا عن هذ الدنيا الزائلة الى الاخرة الدائمة كمحمد العون وفيصل الزهراني ومحمد يوسف الدوسري ويوسف كامل ومحمد الكثيري وفوزي خياط وحسن الطلحي وعدنان باديب وندعو لهم بالرحمه والمغفرة وان يغسلهم بالماء والثلج والبرد وان ينقيهم من الذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. نسأل الله عز وجل ان يكون الله في عون اسرة غازي وابنائه وان يرحم فقيدهم ويخفف عنهم هذا المصاب الجلل الذي كان وقعه مؤلما وفاجعة حقيقية فالموت لايعرف صغيرا اوكبيرا اوسليما او مريضا فكم من مريض، الموت له رحمة الا ان أجله لم يأت. وكم من شاب في مقتبل عمره مات في حادث مروري بسبب السرعة الجنونية والطاقة الهائلة لدى الشباب المهدرة في غير محلها وتخلف وراءها ازهاق الارواح واعاقات في الاجساد والعقول والافكار الهوجاء والعبث بممتلكات الدوله والشعب والممتلكات الشخصية. والحمد لله على نعمة الاسلام والايمان ولكل اجل كتاب ولكل بداية نهاية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وليس لنا الا الدعاء له بالرحمة والمغفرة والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.