الحمد لله القائل في محكم كتابه: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (1-2) سورة الملك، لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يرحل إلى الدار الآخرة رجل فاضل وتقيٍ نقي السيرة والمسيرة، مقدراً من الجميع صاحب قيم وشيم ونُبل، ذلكم هو الشيخ القدير عبدالله بن محمد الرشيد إمام وخطيب جامع أوثال الشرقي رحمه الله، لقد كان أبوخالد من الرجال الأوفياء عُرف بحسن الخلق، طيب القلب والمعشر، سمح النفس، لقد شيعت أوثال ( أبوخالد) بحضور جمع كبير من أهالي منطقة القصيم، لقد عرفت الشيخ محمد قرابة ربع قرن، كان مواطناً مخلصاً ورجلاً من الرجال الذين لهم قامة ومكانة اجتماعية لدى الجميع، كان من المحافظين والقائمين على جامعة، دائماً وأبداً الابتسامة تحلي محياه، كان- رحمه الله- صديقاً وفياً لي وكثيراً ما أستمع إلى آرائه واقتراحاته لأنها تنبع من الصدق والموضوعية ودائماً بل وكثيراً ما يتعاطف مع الضعفاء والمساكين ويوصي بهم، كان عليه شآبيب الرحمة والمغفرة وفياً مع كل ممن يعرفه يحب الخير للجميع، لم تكن له خصومة مع أحد، يسمع أكثر مما يتكلم يحب الجميع ويحبونه، كان- رحمه الله- علماً بارزاً من أعلام أوثال الخيرين. له أفضال كثيرة، ( أبوخالد) رجل يصنع المعروف له أياد بيضاء وله دور ريادي واجتماعي. رحل عنا ونحن بأمس الحاجة إلى وجوده معنا في هذا الوقت بالذات وما أحوجنا إليه ومن أمثاله من الرجال الطيبين الخيرين، أقول كان لرحيله بالنسبة لي ولمن يعرفه صدمة كبيرة جداً لكن هذا هو قدر الله عز وجل، وهذه الدنياء فانية وزائفة. لقد غادر (أبوخالد) هذه الدنياء إلى دار البقاء.. رحمك الله أيها الفارس الذي ترجل ورحل.. ومهما تكلمنا عن ذلك الرجل الوفي، رحمه الله فقيدنا الغالي، ولن تطوى صفحات مجدك من ذاكرتنا ماحيينا، فكل من عرفك وقابلته يدعولك بالمغفرة والرحمة، رحمك الله رحمةً واسعة وأسكنك فسيح جناته وغفرلك ما تقدم من ذنبك وما تأخر راجياً من الله مجيب الدعوات أن يتقبل دعاءنا، وأن يوفق من بعده أبناءه البررة خالد ورشيد ومحمد وإخوانهم ليسيروا من بعده على نهجه وعلى سيرته وان يكونوا يداً واحدة والمثل الشعبي يقول: (من عقب ما مات) إنا لله وإنا إليه راجعون .. والله الهادي إلى سواء السبيل.