هناك فرق كبير بين من يهزّ موته الأمة ويبكيها بكاملها، وبين من يموت ولا يبكي عليه غير أمه. الأمير سعود الفيصل ترك فراغا كبيرا في أمته، فبكت على فقده... كان جبلا شامخا من عراقة الفكر، كان سعود الفيصل عقلا راجحا رصينا مليئا بالمعرفة الفذة.. كان خبيرا بالعالم وما يجري في الدهاليز السياسية.. كان دقيقا في اختياره للكلمات التي تعبر عن هدوئه وعمقه، ويلقيها في وقت الحاجة للدفاع عن وطنه وأمته، موجة عاتية تحطم كل من يقف ليصدها.. كان رمزا للعزة والشموخ في تمثيله لبلاده وللعرب وللمسلمين بصدق وإخلاص، مستندا على إدراكه للأمور، ورزانة متميزة في كل تحركاته وتعاملاته. كنتُ من المتابعين له في الإعلام المسموع والمرئي وفي الصحف، كنت أتابع خطاباته في المحافل الدولية، وحق للمواطن أن يعتز برجل مثل هذا الرجل المحنك الذي يمثل وطنه وأبناء وطنه، كنت أتابع ما يقال عنه من قبل زعماء العالم الذين عرفوا تميزه وحنكته مثلما كان لأبيه من الحنكة والتميز. قالوا عنه الكثير في حياته وسيُقال عنه الكثير بعد مماته. قال عنه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند سعود الفيصل: يستطيع أن يحصل على ما يريد ومنح السعودية قوة خارجية لا يستهان بها.