إلى ما قبل عدة سنوات كانت كل الكتب والمعلومات تشير إلى أن المجموعة الشمسية تتكون من 9 كواكب، وهي عطارد - الزهرة - الأرض- المريخ - المشتري - زحل - اورانوس - نبتون وآخرها وأبعدها كوكب بلوتو، وقد تم اكتشاف كوكب بلوتو في العام 1930م عن طريق العالم (كلايد تمبو)، ولكن ما هو تعريف الكوكب ومتى يطلق عليه كوكب تابع لمجموعتنا الشمسية، وما الذي جعل علماء الفضاء يغيرون رأيهم أن كوكب بلوتو هو في الحقيقة ليس بكوكب، بل كويكب أو كما يطلق عليه اسم كوكب قزم ولا يعتبر ضمن مجموعة الكواكب. الكوكب هو كل جرم سماوي له مدار محدد حول الشمس في مدار لا يتقاطع مع اي كوكب آخر، ولكن كويكب بلوتو يدور حول الشمس في مدار بيضاوي غير ثابت ويتقاطع مع مدار نبتون، ولهذا وقبل عدة اعوام وبعد مداولات كثيرة بين اعضاء جمعيات علماء الفلك تم تغيير مسمى بلوتو وأصبح لا يعتبر من ضمن كواكب المجموعة الشمسية، وقد خيم الحزن على الكثير ممن يتابع أبحاث الفضاء، فمنهم من كتب عنه ومنهم من ألف أغنيات عنه على أساس أنه كوكب، وقبل عدة ايام قام زميل دراستي رائد الفضاء الأمريكي العقيد البحري المتقاعد سكوت كيلي بنشر تغريدة له من محطة الفضاء الدولية يعبر فيها عن حزنه على تغيير المسمى بعد ان وضع صورة واضحة له، ونظرا لبعد هذا الكويكب عن الأرض بمسافة تبلغ حوالي 6 بلايين كيلو متر فلم يتوفر للعلماء صورة واضحة لسطح هذا الكويكب، وفي العام 2005م قام علماء من وكالة ناسا بتحليل صور قام بالتقاطها تليسكوب (هوبل) ولاحظوا وجود قمرين في مداره، وفي العام 2006م قامت بإرسال مركبة اسمها (نيوهورايزن) بواسطة صاروخ أطلس - 5 من كيب كانيفرال بولاية فلوريدا لتصل قبل عدة أيام فقط بمحاذاة كويكب بلوتو في رحلة استمرت 9 سنوات ولتلقط صوراً لأول مرة بوضوح تام وعالية الدقة، واثناء الطيران باتجاه بلوتو مرت المركبة بالقرب من كوكب المشتري للاستفادة من قوة دفع جاذبيته، ورغم ان تمرير المعلومات بين مركز المراقبة ومركبة نيوهورايزن يتم بسرعة الضوء والتي هي (300) ألف كيلو في الثانية، إلا أن المعلومة والصور تستغرق ساعات حتى تصل لمركز المراقبة، وقد اقتربت المركبة من كويكب بلوتو بمسافة (8000) ميل؛ وذلك لأن جاذبية الكويكب بلوتو صغيرة وقد ترتطم به المركبة وتتحطم، فمثال على ذلك لو كان وزنك 80 كيلوغراما على الأرض ففي هذه الحالة قد لا يتعدى وزنك على كويكب بلوتو أكثر من 6 كيلوغرامات وكويكب بلوتو صغير جدا بالمقارنة مع كوكب الأرض، وبعد أن مرت مركبة نيوهورايزن بالقرب من بلوتو فتستمر في الطيران إلى خارج المجموعة الشمسية، ولعلم القارئ فمتابعة معلومات مسار مركبة نيوهورايزن تم في أماكن كثيرة تابعة لوكالة ناسا ولكن المراقبة الرئيسة تمت خارج مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند.