سعى الرئيس الامريكي باراك أوباما الاربعاء الى تبديد المخاوف بشأن الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه بين الدول الكبرى وايران بشأن برنامجها النووي وسط انتقادات شديدة، وقال أوباما: "أستطيع أن أقول بثقة: إن إيران لن تتمكن من صنع قنبلة نووية". ووسط مخاوف من ان تسعى واشنطن الى التقارب مع عدوتها طهران بعد الاتفاق، قال أوباما: "حتى مع التوصل الى هذا الاتفاق، فستظل بيننا وبين ايران خلافات عميقة". وأكد ان ايران "لا تزال تمثل تحديات لمصالحنا وقيمنا"، مشيرا الى "دعمها الارهاب واستخدامها الجماعات الأخرى لزعزعة استقرار أجزاء من الشرق الأوسط". وبعد يوم واحد من توصل الدول الكبرى الى اتفاق مع ايران بعد نحو عامين من المفاوضات الهادفة الى وقف امتلاك ايران قنبلة نووية، سعى أوباما الى الدفاع عن الاتفاق في وجه المتشككين داخل بلاده وخارجها ممن يسعون الى عرقلة الاتفاق. وأشادت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وايران وحلف شمال الاطلسي بالاتفاق الذي يؤمل ان ينهي عقودا من التوتر بين ايران والغرب، إلا ان اسرائيل وصفته بأنه "خطأ تاريخي". وأكد اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الابيض "بهذا الاتفاق فاننا نقطع كل طريق ممكن امام برنامج ايران النووي". وأضاف "وسيكون برنامج ايران النووي خاضعا لقيود شديدة لعدة سنوات، ودون هذا الاتفاق كانت السبل أمام برنامج ايران النووي ستظل مفتوحة". وأكد ان برنامج ايران النووي سيكون خاضعا لمراقبة غير مسبوقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة النووية. واعتبر أوباما أن اسرائيل محقة في قلقها حول سلوك ايران، إلا انه أكد ان امتلاك ايران أسلحة نووية سيكون اكثر خطرا. وقال أوباما: "لدينا خلافات كبيرة جدا مع ايران، واسرائيل لديها مخاوف مشروعة حول امنها فيما يتعلق بايران". إلا انه أكد انه لم تقدم اية جهة ولا حتى اسرائيل بديلا افضل من الاتفاق، وقال: "جميع هذه التهديدات ستتضاعف اذا حصلت ايران على سلاح نووي". وأشار الى واشنطن لا تسعى الى "تطبيع العلاقات الدبلوماسية" مع ايران"، وقال: "هل سنحاول تشجيعهم (الايرانيين) على تبني نهج بناء أكثر؟ طبعا، لكننا لا نراهن على ذلك". مضيفا: "بعكس الوضع في كوبا، نحن لا نقوم هنا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية" مع ايران. وأكد اوباما كذلك على ان لايران دورا في انهاء الحرب الدامية في سوريا. وشدد أوباما على انه لا يوجد حل عسكري للنزاع في سوريا، إلا انه قال: إن ايران أحد اللاعبين المهمين في النزاع، وقال: "أعتقد انه من المهم ان يكونوا (الايرانيون) جزءا من هذا". وقال أوباما :"لقد نجحنا فى تقليل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب، واذا ما تحول اى برنامج ايرانى الى سري سوف يكون تحت المجهر.. كافة المنشات النووية الايرانية باتت مكشوفة للعلن وعرضة للتفتيش". وأشار اوباما الى ان العقوبات المفروضة على ايران منعتها من الحصول على القدرات المادية لانتاج سلاح نووي. وقال الرئيس الامريكي: إن اى اخلال بالاتفاق النووى الموقع بين مجموعة الدول الست وطهران سوف يعيد ايران فورا الى العقوبات. وفي إشارة للتحدي طالب أوباما منتقدي الاتفاق ان يتقدموا ببديل قابل للتطبيق قائلا: إن الخيارين الحقيقيين الوحيدين هما اتفاق عن طريق التفاوض لكبح الطموحات النووية لطهران أو الحرب. وقال أوباما لمنتقديه أثناء مؤتمر صحفي في البيت الابيض: "ما لم أسمعه هو: ما هو البديل المفضل لديكم". وقال أوباما: "ولم أسمع ذلك، والسبب هو انه يوجد في الواقع بديلان فقط هنا: إما ان يتم حل مسألة حصول ايران على سلاح نووي دبلوماسيا من خلال المفاوضات أو يتم حلها بالقوة عن طريق الحرب، هذه هي الخيارات". وفي الشأن اليمني قال الرئيس الامريكي: "لدينا آليات تمنع ايران من شحن السلاح الى الحوثيين فى اليمن". أكد اوباما ان المشكلة مع ايران تتمثل فى رعايتها الجماعات والمنظمات الارهابية مثل حزب الله والحوثيين. طرحت الولاياتالمتحدة الاربعاء على مجلس الامن الدولي مشروع قرار يصادق على الاتفاق النووي مع ايران، حسب دبلوماسيين. وهذا النص الذي يفترض ان يتم تبنيه مطلع الاسبوع المقبل، يصادق على اتفاق فيينا ويحل في الواقع مكان سبعة قرارات اصدرتها الاممالمتحدة منذ 2006 لمعاقبة ايران من خلال اجراءات هذا الاتفاق. ومن المفترض التصويت على هذا القرار "الاثنين أو الثلاثاء" كما أوضح دبلوماسي في مجلس الأمن. ويفترض ان يكون التصويت مجرد اجراء شكلي لان الاتفاق ومشروع القرار نفسه تم التفاوض بشأنهما في فيينا من قبل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي نفسها (الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) اضافة الى المانيا. ويتضمن اتفاق فيينا ايضا آلية تسمى "سناب باك" تتيح لمجلس الامن إعادة فرض العقوبات في حال عدم التزام ايران بتطبيق الاتفاق. وتخضع ايران حاليا لأربع حزم عقوبات للامم المتحدة، واردة في سبعة قرارات صدرت بين 2006 و2015 ردا على انشطة عسكرية وبالستية من قبل طهران.