فتحت ورشة مشروع تطوير مسرح سوق عكاظ آمالا عريضة للمسرحيين السعوديين لتصحيح مسار الحركة المسرحية في السوق في ظل اهتمام وعناية كبيرة من الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ. "الجسر الثقافي" التقى بعدد من المسرحيين المشاركين في الورشة لرصد آرائهم وانطباعاتهم حول مشروع التطوير والملامح القادمة للحركة المسرحية بالسوق. نتائج مثمرة بداية، تحدث عضو ورشة التطوير واستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل الدكتور سامي الجمعان قائلا: "كانت الورشة الخاصة بتطوير مسرح سوق عكاظ جادة للغاية وفاعلة خصوصا وإنها جمعت عددا من المسرحيين السعوديين الفاعلين والمتميزين في عطاءاتهم، حيث امتدت الورشة على مدى يومين في مدينة الطائف تحت اشراف الدكتور بريكان الشلوي المسؤول عن ورش التطوير؛ وهو ما يجعلني اتحدث قليلا عن الدور الايجابي الذي لعبه هذا الرجل في تسيير النقاشات والحوارات والآراء المختلفة بسعة صدرة وحنكته في الادارة إلى نتائج مثمرة، حيث يعلم الدكتور الشلوي ما للمسرحيين من مطالب وتطلعات وامال لا تحدها حدود، إضافة لآمالهم بسوق عكاظ بعد أن خذلهم وضع جمعية الثقافة والفنون البائسة، وتأجيل المهرجان السعودي من قبل الوزارة لأكثر من مرة". وتابع الدكتور الجمعان: "أعتقد أن هذه الورشة فتحت للمسرحيين السعوديين آمالا عريضة وطموحات كبيرة لمحاولة تصحيح مسار المسرح في هذا السوق أولا، ثم من حيث تطوير الحركة المسرحية السعودية عبر نافذة هذا السوق المتفرد في برامجه، خاصة في ظل اهتمام وعناية كبيرة ومشهودة من الأمير خالد الفيصل وفي ظل حبه الجم للتطوير والتصحيح والتجديد، وفي ظني ان توجيهه بإقامة هذه الورش التطويرية أصدق مثال، حيث قدم المجتمعون من المسرحيين في الورشة مقترحاتهم الكفيلة بتطوير مسرح السوق لصناعة واقع مسرحي سعودي جديد". مسرحيون حقيقيون أما الاعلامي والناقد والمخرج المسرحي نايف البقمي فأكد أن الخطة التي وضعت من قبل المسرحيين في الورشة ستكون نقلة على مستوى المسرح السعودي قائلا: "التطوير هنا ليس لمسرح سوق عكاظ فحسب بل للمسرح السعودي، واهتمام الأمير خالد الفيصل بالمسرح ليس مستغربا، فهو رجل الثقافة والأدب، ونحن كمسرحيين نثمن هذه الخطوة المهمة للتطوير، حيث هناك إدراك تام من سموه بأن العمل بحاجة إلى تغيير وتطوير مهما كان مستوى الجودة، وحقيقة كان سوق عكاظ يحتوي على عرض مسرحي واحد فقط يكرر لعدة أيام وهذا لن يساهم بشكل جيد في رفع المستوى سواء للسوق او للمسرح السعودي، لذا كانت هذه الورشة التي استمرت ليومين بمثابة عصف ذهني لوضع خطة خمسية تكون نقطة تحول للسوق في جميع جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والوطنية أيضا، حيث كان هناك أخذ ورد وتشاور للكثير من الأفكار من قبل الجميع، فالكل قدم ملاحظاته على ما كان، وأفكاره التطويرية لما سيكون". وختم البقمي حديثه بقوله: "كانت هناك أفكار كثيرة تسعى لاتساع دائرة المسرح بأن تتجاوز العرض الواحد وتطوير مسرح الشارع المتمثل في الجادة وكذلك إشراك جهات أخرى مهتمة بالمسرح كالتعليم ومسرح الطفل، لن نستطيع ان نفصح عن كامل المشروع ولكن ما استطيع ان اقوله هو ان هذه الخطة التي وضعت من قبل مسرحيين حقيقيين ومهتمين ستكون نقلة على مستوى المسرح السعودي وسيكون المسرح منارة لسوق عكاظ يتهافت عليه الجمهور طيلة ايام السوق". مسرح رائد فيما أكد المخرج سامي الزهراني على أن الاهتمام الكبير الذي يوليه الامير خالد الفيصل للمسرح والمسرحيين، وتداخل المسرح في أغلب فعاليات سوق عكاظ ابتداء من مسرح الشارع في جادة السوق وانتهاء بالعرض المسرحي الرئيس لأحد شعراء المعلقات في كل عام هو ما حفز المسؤولين لتطوير السوق، خصوصاً الدكتور بريكان الشلوي، وكذلك إقحام المسرحيين في هذا التطوير واعتبارهم أحد المكونات الرئيسة لإنجاح السوق وفعالياته. وقال الزهراني: "كان العصف الذهني والافكار المطروحة من قبل 17 مسرحياً كثيرة وعديدة خلال الورشة التي عقدت على مدى يومين، والتي سعت لصب جميع المقترحات في مصلحة تطوير المسرح المقدم في سوق عكاظ من الدورة العاشرة وعلى مدى خمس سنين، ومن خلال خطة زمنية مقترحة من كافة المشاركين". وأضاف: "كل ما تم في ورش عمل لقاء المسرحيين لتطوير سوق عكاظ اخذ بعين الاعتبار ان يكون السوق رائداً مسرحياً على مستوى المملكة العربية السعودية والدول العربية، وأن كافة المشاريع المقترحة تصب ليس في تطوير المسرح داخل السوق بل في تطوير مسيرة المسرح السعودي، خاصة بعد موت جمعية المسرحيين السعوديين وإجهاض كافة المشاريع المسرحية والمهرجانات في المملكة". مشروع متكامل أما المؤلف المسرحي فهد بن ردة الحارثي فقال: "توجد رغبة ملحة من إدارة سوق عكاظ بأن تعيد النظر في نشاطها، خصوصا أن هناك إشكالية تتمثل في أن السوق وضع في إطار يتكلم فيه عن الماضي أكثر من الحاضر، فيما نحن نريد سوقا يعكس الحاضر حاليا وننطلق به إلى المستقبل، أما المقترحات فكثيرة وتصب في مصلحة دعم مسرح سوق عكاظ، حيث وضعنا خطة تطويرية للسوق ومقترحات تطويرية قد تكون جامدة إلى أن يتم تبنيها والإعلان عنها من قبل السوق". وذكر الحارثي أنهم عملوا على أن يخرج مسرح سوق عكاظ من المشاكل التي كان يقع فيها في السنوات الماضية، مع محاولتهم بقدر الإمكان على تأسيس مشروع متكامل لبرامج النشاط المسرحي، ينفذ طوال الخمس السنوات القادمة، رغم أن المشكلة تكمن في أن إدارة السوق وضعت المسرح في قالب معين، مشيرا إلى أن طبيعة العمل الإداري تختلف عن الفنان والمسرحي. أما بالنسبة للمسرح النسائي ودخوله لسوق عكاظ فقال الحارثي: "نحن لدينا إشكالية فيما يخص المسرح النسائي، فهو قائم على الترفيه، بينما سوق عكاظ قائم على الجانب الثقافي أكثر من الجانب الترفيهي".