أجمع عدد من المسرحيين المشاركين في ورش تطوير سوق عكاظ التي عقدت في الطائف خلال اليومين الماضيين بحضور المشرف على تطوير سوق عكاظ الدكتور بريكان الشلوي على أن سوق عكاظ هو مستقبل المسرح السعودي، وأبدى المسرحيون المشاركون في الورشة تفاعلا مع استراتيجية تطوير السوق، مظهرين حماسا وتفاؤلا بالمرحلة القادمة، مشيرين إلى أن المسرح السعودي سجل حضورا مختلفا خلال الفترة الماضية من نافذة سوق عكاظ. وشهد اليوم الأول من اللقاء ورش عمل رئيسة شارك فيها 17 مسرحيا من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى عنصرين نسائيين من المهتمات بالمسرح، هما الدكتورة لطيفة البقمي والكاتبة حليمة مظفر. وأطلع الدكتور الشلوي المسرحيين على ملامح المرحلة القادمة لسوق عكاظ التي تبدأ من الدورة العاشرة للسوق، مؤكدا أن دور المسرحيين من الأدوار المحورية، خاصة أن السوق في كل عام يشهد مسرحية تقدم في حفل الافتتاح وتعرض طيلة أيام البرنامج الثقافي وتتناول حياة شاعر من شعراء المعلقات. وناقش المسرحيون في الليلة الختامية عبر ثلاث ورش عمل مستقلة عددا من الرؤى والمقترحات المتعلقة بمسرحية سوق عكاظ الرئيسة والفعاليات المسرحية التي تشهدها جادة عكاظ خلال فترة السوق ورصدت بعض الرؤى التطويرية لبناء استراتيجية تطوير السوق. إلى ذلك، قال الدكتور بريكان الشلوي: إن ورش العمل التي عقدت مع المسرحيين أثمرت عن جملة من التوصيات والرؤى التي ستسهم في إثراء مشروع التطوير، مشيرا إلى أن المسرح من الركائز المهمة لبرنامج سوق عكاظ الثقافي، إذ جسد الفن المسرحي شخصيات عدد من شعراء المعلقات خلال الدورات الماضية مؤكدا أنه سيكون حاضرا وفاعلا في الدورات المقبلة. وكانت أمانة سوق عكاظ اختارت الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة أحد شعراء المعلقات، شخصية مسرحية السوق في دورته التاسعة التي تنطلق نهاية شوال المقبل، وأسندت كتابة نص المسرحية إلى الكاتب صالح زمانان الذي أنجز العمل في أربعة فصول. وقال زمانان في حديث إلى "الوطن" إن اختياره لكتابة المسرحية سيكون محطة خاصة، فسوق عكاظ يمثل المسرحية الكبرى في المملكة وربما الخليج باعتبار أن المهرجان قِبلة ثقافية عربية وملتقى سنوي للتثاقف العربي، مشيرا إلى أن العمل المسرحي المعد محاولة حقيقية لإحياء الحالة الثقافية والإبداعية التي تزدحم بها ذاكرة المكان التاريخية. وبين أنه في مسرحية "سُراة الشعرِ، والكهولة" حاول أن يبني طقسا دراميا متنوعا بعيدا عن جلب السيرة الذاتية، مشيرا إلى أن من يطمع في سيرة الشاعر "لبيد بن ربيعة" عليه أن يقرأ ما كُتب عنه وبوابات القراءة مفتوحة وسهلة، وأضاف أنه أخذ من سيرته الطويلة انعكاساتها، ومن شعره جزالته وقسوته، وجعلته حاضرا في أحداث جديدة لم يعشها في عمره المديد.وعن الإسقاطات بالمسرحية على الواقع، قال زمانان إنه حاول أن يبني قصة جديدة غير المتعارف عليه في مسرحيات سوق عكاظ، حيث اختلى بشاعر المعلقة في مساحة لم يختبرها الشعراء السابقون، حيث تطارده وتبحث عنه شخصيات متعددة الأزمان والأمكنة، مع ضرورة وجود الحالة الدرامية المشوّقة والمتصاعدة. وأشار إلى أنه اعتمد على صناعة شخصيات "مركبة" مع شخصيات حقيقية ومعقدة، تطارد الشاعر في غيابه، وتحاوره في حضوره، مؤكدا أن العمل سيكون مختلفا من ناحية الفُرجة البصرية، فهو قائم على تعدد الشخوص وتاريخهم، وتنوع الأدائيات واللوحات، واستخدام الاستعراض والجوقات، إضافة إلى زرع "الميديا" والحالة الفلمية في مجريات العمل. يذكر أن مشروع تطوير سوق عكاظ بدأ من فترة عقد عدد من ورش العمل مع بعض الشرائح المعنية بالسوق بدءا برؤساء الأندية الأدبية والإعلاميين وانتهاء بالمسرحيين، إضافة إلى شرائح أخرى ستمتد جسور التواصل معها خلال الفترة القادمة من استراتيجية المشروع التطويري لسوق عكاظ.