قبل أيام قلائل وفي شهر رمضان العظيم شهر الخيرات والبركات عقد صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز مؤتمرا صحفيا أعلن فيه وقف ثروته التي تقدر بنحو 120 مليار ريال للقضاء على الفقر، وليس بمستغرب على سموه أن يذيع هذا الاعلان عبر وسائل الاعلام فقد عرف عنه حبه لفعل الخيرات سواء في هذا الشهر الكريم أو في سائر أيام العام. انها خطوة مباركة أقدم عليها سموه لدعم المجتمع السعودي والقضاء على الفقر والعمل على مد يد العون في حالة وقوع الكوارث وغيرها من الحالات، فوقف كامل ثروة سموه للأعمال الخيرية يعد عملا انسانيا رائعا يمثل في حقيقة الأمر قدوة لأصحاب الثروات وفاعلي الخير للسير على هذه الخطوة الكبرى التي تمثل اضافة نوعية لأعمال سموه الخيرية وهي كثيرة للغاية وقد لاتستوعب هذه العجالة سردها كاملة أو سرد بعضها. ان الأعمال الخيرية التي يمارسها سموه منذ زمن بعيد تعد نبراسا حيا يضيء لكل المحتاجين دروب الأمل، ولعل مؤسسته الرائدة "مؤسسة الوليد الانسانية" تعد من أهم المؤسسات الخيرية بالمملكة، وهي تؤدي أدوارا خيرية متنوعة عرفها أبناء المملكة وعرفها أبناء الأمتين العربية والاسلامية، فالعطاءات المبذولة من قبل هذه المؤسسة تعدت حدودها لتصل الى كل محتاج في سائر الدول العربية والاسلامية. لقد نذر سموه وقته وجهده وماله لانفاذ مشروعات حيوية لخدمة الاسلام والمسلمين فمؤسسته الانسانية موجهة لخدمة أبناء بلاده وخدمة أبناء العالمين العربي والاسلامي، وقد أثنى على مشروعات المؤسسة كبار رجالات الأعمال وخبراء الاقتصاد داخل المملكة وخارجها، فهي مشروعات هامة تخدم فئات متعددة من فئات المجتمع السعودي والمجتمعات العربية والاسلامية في سائر المجالات الانسانية الهامة. ثمة أموال طائلة تم صرفها من قبل مؤسسة الوليد الانسانية في قنوات خيرية متعددة، ومازالت مؤسسة الأمير تقوم بصرف الأموال الطائلة عن طريق الهبات والعطايا، فهذه المؤسسة الانسانية الكبرى تعد مثالا لما يجب أن ينشأ من المؤسسات الانسانية الخيرية، ولعل مايقوم به سموه يكون حافزا للآخرين من أصحاب رؤوس الأموال ورجالات الأعمال ليحذوا حذوه ويسيروا على نهجه الانساني القويم. تأكيدات سموه في مؤتمره الصحفي باعطاء كل مالديه من أموال للأعمال الخيرية للقضاء على الفقر تعد مدخلا رحبا في سبيل العمل الخيري الجاد لحلحلة كافة الأزمات التي يعيشها الفقراء في المملكة وخارجها، فأياديه البيضاء مازالت ممتدة لفعل الخيرات في كل مكان وزمان، وقد استفاد من أنشطة مؤسسته الانسانية الكثير من المسلمين في دول عديدة من الدول الشقيقة والصديقة. ومازالت مؤسسته تدعم مختلف الأعمال الخيرية والانسانية في جميع مناطق المملكة ايمانا من سموه بأن تلك الأعمال سوف تؤدي على الأمدين القريب والبعيد الى احتواء مشكلة الفقر في بلاده والعمل على حلحلتها واحتوائها، ومازالت مؤسسته تتعاون مع سائر المؤسسات الخيرية المحلية والاقليمية والعالمية في سبيل ايصال التبرعات لجميع المحتاجين في مناطق المملكة وفي سائر دول العالم. والعمل الانساني مسؤولية ضخمة يتحملها سموه بكل أشكالها وأبعادها الكبرى، وهذا التحمل ليس جديدا في حد ذاته، فقد التزم سموه منذ أكثر من ثلاثة عقود على بذل كل مافي وسعه لأداء الرسالة السامية التي يقوم بها من أجل خدمة أبناء وطنه وأبناء الأمتين العربية والاسلامية وانقاذهم من الفقر والعوز، للوصول الى بناء عالم يتمتع فيه البشر بالعدل والسلام والقدرة على الحياة الكريمة. ومايقوم به سموه من أعمال خيرية وانسانية تمثل نهجا اسلاميا واضحا، فالعقيدة الاسلامية السمحة تدعو لبذل الخيرات والاحسان لكل محتاج، وصولا الى مرحلة التكافل الاجتماعي المنشود، وهذا مايتحقق على أرض الواقع بفعل مايبذله سموه عبر مؤسسته الانسانية من أعمال خلاقة وبناءة في سبيل القضاء على الفقر من جانب وفي سبيل منح المحتاجين والمعوزين الفرصة السانحة لحياة أفضل من جانب آخر. * كاتب وإعلامي