أصبحت اليونان أول دولة ذات اقتصاد متقدم، تتخلف عن سداد مستحقات لصندوق النقد الدولي بقيمة بلغت 1.7 مليار دولار، وطالبت اليونان المجتمع الاوروبي بالمزيد من الدعم لمدة عامين وانقاذها من براثن الشروط الغليظة التي أقرها «النقد الدولي» . وقال «يورين ديسبلوم» الذي ترأس الاجتماع الاوروبي لانقاذ اليونان: إن أي إنقاذ جديد لليونان قد يتطلب شروطا أكثر صرامة عن التي رفضتها اليونان بالفعل بسبب التدهور السريع في الموارد المالية للبلاد، ورفضت اليونان الشروط التي حددتها أوروبا وصندوق النقد الدولي من أجل الإفراج عن مليارات متبقية من خطة الإنقاذ الحالية. هذا ولا يزال رئيس الوزراء اليوناني «ألكسيس تسيبراس» يحث المواطنين على التصويت ضد مطالب الدائنين في استفتاء سيعقد يوم الأحد القادم، وأشار قادة أوروبيون إلى أن التصويت ب «لا» من شأنه أن يضع اليونان على مسار الخروج من منطقة اليورو، أما إذا جاءت نتيجته ب «نعم» فإنها ستمهد الطريق لمفاوضات جديدة من شأنها طرح حلول جديدة مع التمسك ببعض شروط التقشف التي يرفضها رئيس الوزراء واغلبية الشعب على حسب المؤشرات المبدئية. ومن المقرر أن يلتقي وزراء مالية منطقة اليورو في وقت لاحق أمس؛ لبحث تطورات أزمة اليونان، بعد أن رفضوا بالأمس طلبًا للحكومة اليونانية للحصول على مزيد من المساعدات المالية. شروط الدائنين وذكرت تقارير اعلامية أن رئيس الوزراء اليوناني «أليكسيس تسيبراس» أبلغ الدائنين الدوليين نيته الموافقة على كل الشروط التي عرضها المقرضون خلال المفاوضات الأخيرة، مع ادخال تعديلات طفيفة عليها. ونقلت «فينانشال تايمز» عن خطاب أرسله «تسيبراس» مساء أول أمس الثلاثاء إلى قادة المفوضية الأوروبية، وصندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوروبي يشير إلى موافقة بلاده على شروط الحصول على حصة جديدة من المساعدات المالية بقيمة 29.1 مليار يورو. وقال «تسيبراس» إن اليونان سوف تقبل كافة الإصلاحات المتعلقة بضرائب القيمة المضافة مع تغيير وحيد يتعلق بخصم بنسبة 30% للجزر اليونانية. كما ذكر رئيس الوزراء اليوناني أنه فيما يخص الإصلاحات الخاصة بالمعاشات التقاعدية فإن التعديل المطلوب يتمثل في تأجيل التغيير المطلوب في سن التقاعد إلى 67 عامًا بحلول عام 2022 ليبدأ في شهر أكتوبر المقبل وليس في الوقت الحالي. ومن المقرر أن يجتمع وزراء مالية منطقة اليورو في وقت لاحق اليوم لبحث العرض اليوناني الجديد، مع انتهاء برنامج الإنقاذ المالي الممنوح لليونان بالأمس. فتح المصارف للمعاشات وفي ذات السياق قررت الحكومة اليونانية فتح ألف فرع للمصارف في البلاد أمس الاربعاء لخدمة أرباب المعاشات الذين لا يستخدمون بطاقات سحب النقود من ماكينات الصراف الآلي. ومن المتوقع أن تظل البنوك مغلقة أمام المعاملات الأخرى حتى السادس من يوليو في إطار القيود الرأسمالية التي فرضتها الحكومة اليونانية الاسبوع الجاري لمنع انهيار النظام المصرفي بعد أن جمد البنك المركزي الأوروبي الدعم المالي للبنوك اليونانية، واعيد تشغيل ماكينات الصراف الآلي بعد ظهر يوم الاثنين ولكن عددا كبيرا من أرباب المعاشات الذين لا يملكون بطاقات ائتمان عجزوا عن صرف معاشات التقاعد، وفي اثينا اصطف مئات من أرباب المعاشات منذ الصباح المبكر أمام البنك الوطني اليوناني وتناوبوا الدخول لصرف معاشات التقاعد، ومن بين المنتظرين في الصف لصرف معاش التقاعد الأسبوعي البالغ 120 دولارا فانجيليس توماس. وأكدت وزارة المالية أن ودائع البنوك لن تمس بعد استفتاء الأحد المقبل على شروط حزمة الانقاذ التي رفضتها الحكومة. طوق نجاة جديد وفي أعقاب الأزمة صرح مسؤول اقتصادي رفيع المستوى بمنطقة اليورو لوكالة الأنباء رويترز يوم أمس الأربعاء انه من الممكن التوصل إلى اتفاق إنقاذ جديد لليونان قبل موعد استحقاق سندات قيمتها 3.5 مليار يورو (3.9 مليار دولار) للبنك المركزي الأوروبي، وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه ردا على سؤال عن إمكانية إبرام اتفاق قبل ذلك الموعد «نظريا ممكن». وقال مسؤول أوروبي آخر طلب أيضا عدم نشر اسمه إن من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين. لسنا على المحك واستكمالاً لحزمة تصريحاتها التي أطلقتها مؤخراً أكدت المستشارة الألمانية «انجيلا ميركل» ان مستقبل أوروبا «ليس على المحك» بسبب أزمة ديون اليونان، بعد انتهاء برنامج الإنقاذ المالي، وفشل مفاوضات التجديد. وأضافت «ميركل» خلال خطاب ألقته أمام البرلمان الألماني، أمس الأربعاء: «نعم نشهد هذه الأيام أحداثا مضطربة، كما أن المخاطر عالية، إلا أن مستقبل أوروبا ليس على المحك». وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن مستقبل أوروبا سوف يصبح مهددًا بالفعل «في حال تناسينا من نحن، وأسباب قوتنا التي تتمثل في أننا مجتمع قائم على القواعد والمسؤولية». وكانت تقارير قد أشارت إلى إرسال رئيس وزراء اليونان خطابًا إلى المفوضية الأوروبية يعلن فيه نيته الموافقة على كل شروط الدائنين، مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليها، بعد التعثر عن سداد ديون اليونان بالأمس لصالح صندوق النقد الدولي. ودعا رئيس الوزراء اليوناني «ألكيسيس تسيبرس» إلى عقد استفتاء شعبي يوم الأحد المقبل، من أجل تصويت الشعب اليوناني على الشروط التي طلبها الدائنون لتقديم مزيد من المساعدات إلى أثينا، بعد فشل المحادثات بين المقرضين والحكومة اليونانية، واستبعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إجراء مزيد من المفاوضات لحين إجراء الاستفتاء. اتفاق لعودة الاستقرار وفي ذات الشأن أشار وزير المالية الفرنسي ميشيل سابان أمس الأربعاء إلى ان فرنسا ستحاول التوصل إلى اتفاق مع اليونان قبل استفتاء يوم الأحد وذلك قبيل ساعات من عقد وزراء مالية دول منطقة اليورو ثاني اجتماع بالهاتف خلال يومين لبحث أزمة اليونان. وقال سابان: هدفنا هو التوصل إلى اتفاق قبل الاستفتاء إن أمكن، وهدفنا هو السعي حتى اللحظات الأخيرة لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق يمهد لعودة الاستقرار إلى اليونان ويطمئن أوروبا والعالم». مفاجأة البورصة الأوروبية وفاجأت مؤشرات الأسهم الأوروبية الجميع في بداية جلسة أمس الأربعاء، بالرغم من تعثر اليونان عن سداد ديونها، صعد مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنحو 0.9% إلى 384.9 نقطة في الساعة 11:04 صباحًا بتوقيت مكةالمكرمة، كما ارتفع مؤشر «فوتسي» البريطاني بحوالي 0.9% ليصل إلى 6577 نقطة. وربح مؤشر «كاك» الفرنسي نحو 1.09% ليرتفع لمستوى 4842 نقطة، في حين بلغت نسبة ارتفاع المؤشر الألماني «داكس» حوالي 0.9% إلى 11046 نقطة. ارتفاع قطاع الصناعة كما ارتفعت أنشطة قطاع التصنيع في منطقة اليورو في اعقاب الازمة الاقتصادية اليونانية التي أصبحت تهدد مستقبل الاقتصاد الاوروبي بأكمله على غير المتوقع لأعلى مستوى في 14 شهرًا في يونيو الماضي، الا انها لاتزال عند مستويات فاترة نسبيًا بفعل المخاوف بشأن احتمالية مغادرة اليونان لمنطقة اليورو. وأعلنت مؤسسة «ماركت» لأبحاث السوق، أمس الأربعاء، أن مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو قد ارتفع إلى 52.5 نقطة في الشهر الماضي من 52.2 نقطة في مايو/ آيار السابق له، مسجلًا أعلى مستوى في 14 شهرًا. وذكر «كريس ويلميسون» كبير الاقتصاديين في «ماركت» ان الوتيرة الإجمالية للارتفاع في أنشطة قطاع التصنيع في منطقة اليورو تظل منخفضة، بسبب زيادة حدة المخاوف بشأن ديون اليونان. وبالرغم من ضعف النمو والطلب، قامت المصانع في منطقة اليورو برفع الأسعار بأعلى وتيرة منذ نهاية عام 2013، ليرتفع مؤشر أسعار الإنتاج من 50 نقطة إلى 51 نقطة في الشهر الماضي. تراجع النفط وفي سياق متصل تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأربعاء في ظل الأزمة اليونانية والتكهنات المتكررة بشأن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية. ويترقب المستثمرون إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق صدور البيانات الرسمية الخاصة بمخزونات الخام في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الماضي. وكان معهد البترول الأمريكي قد أعلن أمس ارتفاع مخزونات الخام بحوالي 1.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 26 يونيو/حزيران، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنحو 1.3 مليون برميل. وكان مسؤولون أمريكيون قد أعلنوا تمديد المحادثات لمدة أسبوع بين القوى الدولية وإيران بشأن برنامج طهران النووي، بعد انتهاء المهلة المحددة في 30 يونيو/حزيران دون التوصل لاتفاق نهائي من شأنه السماح بانتعاش صادرات النفط الإيرانية، وزيادة المعروض من الخام في الأسواق. وهبط سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 1.3% إلى 62.7 دولار للبرميل في الساعة 10:15 صباح امس بتوقيت مكةالمكرمة، كما تراجع سعر الخام الأمريكي تسليم شهر أغسطس بحوالي 1.6% ليصل إلى 58.4 دولار للبرميل. آراء أصحاب المعاشات اليونانية ومن أمام احد البنوك اليونانية التي صدر قرار اليوم بافتتاحها مجددا.. قال المسن اليوناني توماس تيروس: «لحسن الحظ احتفظ ببعض المدخرات لذا كنت مستعدا للأزمة، وكنت أعلم أن هذا سيحدث كنت أعرف انه سيتم فرض قيود رأسمالية، كنت أعلم ما فعلوه الآن أنهم اخذوا نقود المتقاعدين عن العمل كي يتسنى إجراء الاستفتاء». وقاطعه زميله ستافروس الذي كان يعمل رساما أنا انوي التصويت بنعم في الاستفتاء الذي يجري في الخامس من يوليو على شروط حزمة الانقاذ الاوروبية لليونان. كيف يمكنني أن أتجنب القلق مع كل الأمور غير الطبيعية التي تحدث.. ينبغي أن يقدموا حلولا اكثر واقعية، وبالتأكيد لم يشهد تاريخ الانسانية مثل هذا الأمر وتلك الشروط المجحفة». وقال المتقاعد اليوناني فاسيليس ارجيليس: أشعر بالمهانة بسبب فرض قيود على المبلغ الذي اريد سحبه بالرغم من انها اموالي ولا يمكن ان يمنعني أحد من سحبها كاملة. وأضاف «ذهبت اليوم لصرف معاشي. عملت أربعين عاما وانتهى بي الحال أن أستجدي أموالي. عملت اربعين عاما وجميع ساستنا خدعونا». وذكر انه سيصوت بلا في استفتاء يوم الأحد. اصحاب المعاشات اعترضوا على عدم حصولهم على مبالغهم كاملة وزير المالية اليوناني يجلس على الارض خلال خطاب رئيس الوزراء اصحاب المعاشات ابدوا حزنهم جراء ما تمر به البلاد والاوضاع غير المعتادة