أسدل الستار رسميا على المفاوضات الماراثونية المتعلقة بانتقال مهاجم نادي الشباب اللاعب الدولي نايف هزازي إلى نادي النصر فجر أمس الثلاثاء، بعد أن أعلن الأخير رسميا التعاقد مع اللاعب بعقد يمتد لأربعة مواسم في صفقة قياسية تعد الأكبر في تاريخ الانتقالات السعودية، حيث تجاوزت قيمتها 50 مليون ريال منها 28 مليونا لنادي الشباب. وكانت المفاوضات قد شهدت في مراحلها الأخيرة سيناريوهات مختلفة وأحداثا دراماتيكية سيما خلال ال72 ساعة الماضية، عندما تم الاتفاق على كافة النواحي المالية وطريقة دفعها قبل أن يعلن الأمير خالد بن سعد رئيس نادي الشباب استقالته من منصبة دون توقيع العقد، ثم يلحق به نائبه ومدير المركز الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم النادي، الأمر الذي جعل اللاعب هزازي يغرد عبر تويتر ويطالب من خلال تغريداته رئيس النادي الوفاء بوعده وتوقيع عقد انتقاله للنصر، سيما وأنه وعده بذلك وبدأ المفاوضات حتى نهايتها وبارك له الانتقال قبل أن يظهر الرئيس المستقيل في اليوم التالي ويؤكد عبر مؤتمر صحفي أنه لم يتم التفاوض مع أي ناد بعد الرد على طلب النصر بالرفض، نافيا ما ذكره اللاعب عبر حسابه الشخصي، مؤكدا أن من كتب التغريدات ليس اللاعب وإنما شخص آخر كتبها نيابة عنه وفي خضم وقائع المؤتمر كان اللاعب في طريقه إلى الرياض لتوقيع العقد الذي أعقبه الإعلان الرسمي للصفقة التي كانت حديث الوسط الرياضي خلال الأيام الماضية وعلق عليها رئيس النصر عبر حسابه في تويتر بقوله "أتمنى لكم صياما مقبولا، وألف مبروك انتقال الكابتن نايف هزازي للعالمي" في الوقت الذي غرد فيه اللاعب عبر حسابه قائلا "اللهم لك الحمد، تم توقيعي لنادي النصر العالمي، شكرا فيصل بن تركي، شكرا أعضاء شرف النصر، شكرا لجماهير النصر" ثم غير صورته الشخصية في حسابه مرتديا شعار ناديه الجديد. ويعتبر هزازي صاحب السبعة والعشرين ربيعا من أبرز المهاجمين السعوديين في السنوات التسع الأخيرة، حيث بدأ مشواره مع الاتحاد عبر المراحل السنية قبل أن يشارك مع الفريق الأول عام 2007 وتحديدا في مباراته أمام النصر التي أقيمت يوم 25 يناير في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد. ومنذ ذلك الوقت شق اللاعب طريق النجومية بثبات قبل أن تستوقفه إصابة الرباط الصليبي عام 2009 إبان مشاركته مع المنتخب الأول، ولكنه تجاوزها بنجاح نتيجة الإصرار والعزيمة التي تحلى بها اللاعب في ذلك الوقت وقادته إلى إنهاء برنامجه العلاجي في الوقت المحدد والعودة مجددا للتألق مع فريقه ومنتخب بلاده. وبرز اللاعب الملقب ب(الصقر) مع فريقه السابق كمهاجم هداف من الطراز الأول وضارب رأس بارع مما جعل الأنظار تتجه صوبه، حيث كانت الأندية الكبيرة تحلم بوجوده في صفوفها قبل أن يحط رحاله في الشباب في شهر يونيو من العام 2013 مقابل ستة ملايين ريال للاتحاد، ولكنه لم يلعب خلال موسمه الأول سوى عشر مباريات بسبب إصابته بقطع كامل في الرباط الصليبي في مباراة فريقه الدورية أمام الأهلي والتي أدت إلى غيابه حتى نهاية الموسم قبل أن يجري عملية جراحية ويعود في الموسم الفائت بشكل مميز نافس خلاله على لقب الهداف رغم عن تسع جولات بسبب الإيقاف والإصابة. وقد سجل اللاعب خلال مشواره مع فريقه الأسبق الاتحاد 58 هدفا منها 32 هدفا في الدوري و8 أهداف في كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال و4 أهداف في مسابقة كأس ولي العهد و14 هدفا في دوري أبطال آسيا التي لم يغب عن نسخها الست الأخيرة. أما مع فريقه السابق الشباب فقد سجل 26 هدفا منها 8 أهداف فقط في عام 2013، حيث سجل 7 أهداف في بطولة الدوري وهدفا وحيدا في دوري أبطال آسيا، بينما سجل في العام الفارق 18 هدفا منها 14 في الدوري وهدف في بطولة السوبر ومثله في مسابقة كأس ولي العهد وهدفان في دوري أبطال آسيا، في الوقت الذي سجل فيه مع المنتخب الأول 13 هدفا في 47 مباراة منها 22 كأساسي وكان أول أهدافه الدولية في مرمى تايلاند عام 2008 وآخرها في مرمى كوريا الشمالية عام 2015. ويطمح اللاعب الذي يعشق التحدي بتقديم أفضل العروض وأجمل المستويات مع فريقه الجديد، خصوصا وأنه يملك مؤهلات فنية كبيرة ويعتبر في قمة نضجه الكروي وفي أفضل حالاته المعنوية فضلا عن رغبته في المساهمة في تحقيق إنجازات أخرى لفارس نجد وإسعاد جماهيره.