الفعل ورد الفعل هو السلوك ويمكن أن يكون واعيا وهو ما نسميه بالسلوك الحسن أو عكس ذلك وهو السلوك السيئ، وأيضا طوعي أو غير طوعي، والسلوك طريقة تحكم البشر وحتى الكائنات الحية الأخرى فلها سلوكيات تحكمها في الصيد والمرعى والتنبيه من الأخطار وطريقة مساعدة الصغار واتباع قائد القطيع في كل خطواته مما يجنب المجموعة الكثير من المشاكل، والسائد بين العامة من الناس أن السلوك هو التصرف الذي يتناسب مع أفكار المجتمع في حقيقة الصواب والخطأ، لذا اختلفت المعايير ودرجات التقبل في كل بلد عن الآخر وما نراه عيبا فهو عادي في مكان آخر وما نراه قمة الاحترام كلبس الحجاب يعتبر في بعض الأماكن اضطهادا واذلالا للمرأة بل يصنف كعنصرية، إذا فليس بالضرورة أن يتطابق السلوك في كل المجتمعات ولكن بالضرورة تقبل سلوك الآخر ان كان عاديا في مجتمعه أو على الأقل الشرود بعيدا عن ما يسلك مما نراه خطأ لأن محاولة تقويم سلوك الآخرين حسب مفاهيمنا مصيبة وعدم فهم لأن ما تراه صحيحا يراه الآخر خطأ وكذا العكس ولا مجال للتوافق والالتقاء في حالة أو محطة وسطى وبالتالي لا مجال للمقارعة وفرض الرأى بالقوة أو اللين لأن من بين الأشياء ثوابت عند كل مجتمع أو مجموعة ليس من السهل أن ننشئ مسافة أو نبنى حاجزا عليها في أذهان الآخرين خاصة من تقدموا في العلم ونحن ما زلنا نطلبه من عندهم بصورة أو بأخرى وحتى المساعدة التي لا نستغنى عنها في تطوير بلدنا وتنظيم حياتنا المعيشية العامة، وللمناسبة لا نقول توقفوا عن الهدى والدعوة ولكن نقول توخوا هذه الأمور قبل الاندفاع والاندفاع المعاكس أي أن رد الفعل السلوكي سيكون مخالفا وربما مسيئا للفعل، وهذا ما حدث بالضبط في فرنسا عندما اساءت المجلة إلى الإسلام والمسلمين وطالعنا الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم وفي الميديا وهذا حق كل مسلم ومسلمة وفي كل مكان والعدد الذي تم توزيعه لم يتعد الخمسين ألف نسخة ولكن بعد ان قتل الارهابيون وفجروا ونسفوا الآخر تم توزيع أكثر من خمسة ملايين نسخة وخرج أكثر من مليون متظاهر ومحتج ضد الإسلام والمسلمين ولولا الاجراءات الأمنية التي اتخذت بشكل عاجل لما تبقت للمسلمين دار للعبادة هناك وربما لم يتبق المسلمون أنفسهم، ورد الفعل احيط بهالة من الرسمية العالمية فماذا نقول وما هو ردنا؟ وحتى لو صرخنا بأعلى صوتنا وقلنا إنه إرهاب ونحن ضده والشاهد أننا نحاربه ولكن ولأنه محسوب على الإسلام والمسلمين فلن تكون النتيجة ايجابية على الأقل بالسرعة المطلوبة. أما الشق الثاني وهو الأخلاق وهو أيضا يشار إليه عموما بالسلوك ويعني بالضبط تقييم أفعال الفرد أو الجماعة وهل هي أعمال صالحة أم طالحة ومن الذي وضع التصنيفات لكل فعل فجعل منه أخلاقيا وغير أخلاقي والأفعال بالتالي نوعان منها الارادي وغير الارادي ففي الأخير ليس مطلوبا من الناس التفكير والتأمل في ما يلزم وما لا يلزم كالتأمل في كيفية وماهية التنفس والهضم والحركة والسكون فكلها ارادية لن نتحكم أو نغير سلوكها أو فعلها إن صح التعبير، أما الارادية والتي تعني تعامل الناس مع بعضهم البعض وهو فعلا ما يسمى بالأخلاق التي وضعت الأديان اساسا قويما لها ولعلاقة الناس ببعض ككل وعلاقة الفرد الشخص بنفسه، والفضيلة والرذيلة متضادان لا يلتقيان أبدا وطالما إنها أفعال اختيارية يمكن للإنسان أن يفعلها أو لا يفعلها فسيتم تقييمها بالميزان العلمى وميزان الوعي، القيم والأخلاق بدءا هي خصوصية وقد سعت كل الشعوب والدول وحتى القبائل لأن تكون لها قيم واخلاقيات تعتز بها ويقوم المجتمع على ضبط وتنظيم سلوك الفرد فيه بحزم وتدريسه وتلقينه وتطويره وتعديله عند المستجدات وهذا ما يعرف بالعرف والقانون، لذا نجد من شطا يحاول أن يبعد بقدر الإمكان عن أعين المجتمع ولنا نماذج في حالات منها الانتحار وما سمي بالفضيحة أو العار إذا انكشف الفعل للمجتمع ، وحسب ما يجرى تداوله الآن وبثه إعلاميا حتى وإن كان بصورة جميلة وهادئة فالكل يحاول عرض قيمه الجميلة واخلاقياته النبيلة على الكل حتى اننا نسخر أحيانا من بعض المسلسلات الأجنبية وبعض العربية ليقيننا أن ذلك ليس بالواقع ولكن تبقى في النهاية عرضا لقيم واخلاق عل وعسى ان يستفيد منها المشاهد مصدرا ومستوردا ويجب أن يكون لنا سهم بل أسهم وتقديم قيمنا الروحية والمجتمعية الجميلة ما أمكن وفي كل قناة يمكن أن نصل إليها بفننا وتراثنا وقيمنا وعلينا أن نلفظ كل خلق قبيح دخيل علينا، ولا ننسى أننا أمة يرى الكثيرون انها قدوة في الدين والأخلاق والكرم والتسامح. مهتمة بالشأن الاجتماعي