تستقبل المنطقة الشرقية شهر الصيام اليوم الخميس بأجواء شديدة الحرارة، وتكون أعلى من معدلاتها في مثل هذا الوقت من بداية فصل الصيف، وتقترب من الخمسينيات حاليا في الظهران والهفوف وبقيق، وتستمر عند بداية ومنتصف الاربعينيات في معظم مدن ومحافظات المنطقة، وتبقى الاجواء مستقرة حتى نهاية الاسبوع، فيما تتدخل عدة عوامل في تحديد مستوى الحرارة، والتي تتفاوت نسبيا بين يوم وآخر علاقة بالرطوبة السطحية، وبالتالي تكون الدرجة المحسوسة مرتفعة، الذي يعني انها تكون خارج القياسات المألوفة في المواقع الساحلية، ومختلفة عن المعلنة وفقا لما يشعر به السكان عادةً، اضافة الى تأثير الرياح بإحداث بعض التغيير في تراجع درجة الحرارة نسبيا وفقا لمدى سرعتها، ومتوقع ان يكون هبوبها خفيفا على الساحل الشرقي خلال اليومين القادمين، ومن شأن ذلك توافر احد الاسباب المؤدية الى طقس مرهق وشديد الحرارة، حتى تعود موجات الغبار اعتبارا من السبت القادم، حيث يتجدد هبوب الرياح الشمالية (البوارح) وتعمل بمشيئة الله، على التخفيف من سخونة الاجواء، كما تؤدي الى انخفاض حاد في مدى الرؤية الافقية، ويمتد تأثيرها الى وسط المملكة، مع استمرار الاجواء شديدة الحرارة في معظم المناطق، عدا المرتفعات الجبلية واجزاء طرفية من الشمالية الغربية، وحرارة ورطوبة مرتفعة في سواحل البحر الأحمر، والرياح متقلبة الاتجاهات خفيفة الى معتدلة السرعة، تنشط وسط النهار مثيرة للأتربة والغبار. من جهتهم، كشف خبراء الطقس عن المبالغة السائدة في توقعات الأحوال الجوية، وخصوصا ما يتردد حول ارتفاع الحرارة على نحوٍ غير مسبوق خلال هذا الصيف، حيث يتم تقديم المعلومات المغلوطة بعشوائية في مواقع التواصل والانترنت، وبغير موثوق علمي والتي تخالف الواقع الفعلي، والتوضيح ان من اسباب انتشار هذه الظاهرة: التعامل مع مقياس السيارة الذي يعد مضللا في حال التوقف وتحت اشعة الشمس واثناء ازدحام الشوارع، الذي يمكن الاعتماد عليه فقط عندما تتحرك السيارة، فتكون القراءة غير بعيدة عن الواقع وان زادت بدرجات قليلة احيانا بحسب الظروف المحيطة، فيما تقاس درجة الحرارة بأسلوب علمي متعارف عليه دوليا، والذي يعني مرجعية الارصاد في اعلانها ونشرها وفق الآليات المتبعة، مستفيدةً من الاجهزة التقنية الحديثة في هذا المجال، اضافة الى ان اجواء المملكة لها طبيعتها من حيث درجات الحرارة، وتكون غالبا بمتوسط 44 /46 درجة مئوية في الظل، مع الاخذ في الاعتبار وجود التباين من منطقة لأخرى، تبعاً لموقعها واختلاف تضاريسها والقرب والبعد عن البحر، ومتغير اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس، الذي يؤثر نتيجة ميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، كما يسيطر منخفض الهند الموسمي على حالة الطقس، حيث تأخذ درجة الحرارة في الارتفاع الاعلى في يوليو وأغسطس، وقد تتخطى حاجز الخمسينيات في وسط وشرق المملكة دون استقرار في بضعة ايام من ذروة الموسم.