بعد مرور سنة على سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من أراضي العراق، لم تتمكن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من وقف تقدم المتطرفين و"الخلافة" التي أعلنوها. في وقت اجتمع نائب الرئيس الأمريكي برئيس البرلمان العراقي، وأعلن عن مساعدات إضافية للعراق بتسعة ملايين دولار. ولوقف زخم التنظيم المتطرف، راهن الرئيس الأميركي باراك اوباما على استراتيجية ترتكز على عمليات قصف جوي وتقديم دعم من خلال التدريب والنصح والعتاد إلى القوات العراقية. ومنذ إطلاق ائتلاف دولي في العراق في أغسطس الماضي، سجلت انتصارات متواضعة وتوصلت القوات العراقية التي تجاوزها الهجوم الكبير الذي شنه التنظيم في الصيف الماضي، بشكل خاص إلى استعادة تكريت الواقعة إلى شمال بغداد. وفي سوريا المجاورة حيث تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة أيضا على أجزاء كاملة من الأراضي، أسهم الإسناد الجوي للائتلاف في طرد المتطرفين من مدينة كوباني. لكن تنظيم داعش الذي أعلن "الخلافة" في المناطق التي يسيطر عليها في هذين البلدين، لا يبدي أي إشارات ضعف بل تمكن من تسجيل مكاسب مجددا مع سيطرتهم مجددا على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار المترامية الأطراف في غرب العراق. واعتبر الجنرال ديفيد بارنو الذي حارب سابقا في أفغانستان، وأصبح اليوم أستاذا جامعيا، "لا أعتقد أننا ننجح" في استراتيجتنا التي يمكن وصفها بأنها ل"احتواء تنظيم داعش". ولفت خبراء إلى أن مقاتلي داعش ليس لديهم مشكلة أموال وسلاح أو تجنيد، وقد أبدوا قدرة كبيرة على استغلال الخصومات بين الشيعة والسنة. وقال بارنو: "إنه تنظيم يتحرك، ولديه الزخم"، و"قد تضافرت الظروف لتوسعه". والاستيلاء على الرمادي شكل هزيمة نكراء، لكن الرئيس اوباما ما زال يرفض مشاركة القوات الأميركية في المعارك على الأرض. واكتفى بالموافقة هذا الأسبوع على نشر مئات من المستشارين العسكريين في قاعدة جديدة قريبة من الرمادي، وهو قرار اعتبره منتقدوه خجولا جدا. وندد انطوني كوردسمان الأخصائي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بما اعتبره سياسة "إضافات خداعة". تشديد القصف ويوصي بعض المسؤولين السياسيين أو الخبراء بمشاركة عسكرية أكبر. وقد يتم إرسال قوات خاصة لتكون قريبة من المعارك من أجل تقديم النصح إلى القوات العراقية وقيادة الضربات الجوية كما قالوا. وقد تتكثف الضربات الجوية. ويندد المؤيدون لتشديد القصف الجوي بواقع أن طائرات الائتلاف بقيادة واشنطن تنجز 75% من مهماتها بدون إلقاء قنابل. ويؤكدون أيضا أن هذه المهمات ليست عديدة في الواقع إن قورنت على سبيل المثال بالحرب التي شنت في 2001 في أفغانستان. وفي سوريا "تشن ضربات بالحد الأدنى والنتائج هي بالحد الأدنى" كما قال الجنرال بارنو لوكالة فرانس برس. وأضاف الجنرال، "علينا التفكير بشكل لتكثيف الحملة الجوية من أجل كسر" شوكة عناصر التنظيم في "معقلهم" في الشرق السوري. وهذا التشخيص تم تشاطره في فرنسا، حيث شدد الجنرال دوني مرسيه، هذا الأسبوع، على وجوب توجيه مزيد من الضربات على مراكز قيادة التنظيم. لكن تكثيف الضربات يثير تحفظ بعض القادة العسكريين الأميركيين الذين يخشون من أن يؤدي سقوط مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين إلى تعزيز دعاية داعش. وشدد الرئيس اوباما من جهته مرات عدة على أن القوات المحلية يجب أن تكسب الحرب وليس الأميركيون. وكان اوباما صرح في سبتمبر "ان القوة الجوية الأميركية يمكن أن تسمح بإحداث الفارق، لكن لا يمكننا أن نفعل للعراقيين ما يتوجب أن يفعلوه بأنفسهم، ولا أن نحل مكان شركائنا العرب لتأمين المنطقة". إلى ذلك يقر المسؤولون الأميركيون صراحة بأن الحرب ليست قريبة من النهاية في كل الأحوال ليس قبل الانتخابات الأميركية المقبلة المرتقبة في العام 2016. وكتب ارون ديفيد ميلر وهو دبلوماسي أميركي كبير سابق أنه سيكون تحديا مجرد "الإبقاء على النهج" في مواجهة داعش، لأن هذا التنظيم سيستمر في استغلال الوضع الفوضوي في سوريا والتوترات الداخلية في العراق". مساعدات إضافية والجمعة، قال البيت الأبيض: إن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري اجتمع مع الرئيس الأمريكي ومسؤولين أمريكيين كبار في واشنطن، وحصل على مساعدات أمريكية إضافية للعراق بقيمة تسعة ملايين دولار. وأضاف البيت الأبيض أن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي اجتمع مع الجبوري في مقر إقامته ثم اجتمع معه لاحقا في البيت الأبيض، حيث حضر أوباما الاجتماع لبحث الحرب المستمرة ضد مسلحي تنظيم داعش في العراق. وقدمت الولاياتالمتحدة مساعدات للعراق بقيمة 416 مليون دولار منذ عام 2014. واجتمع وزير الدفاع آشتون كارتر أيضا مع الجبوري ووفد من البرلمانيين العراقيين في البنتاجون لبحث المعركة ضد داعش.