وقد كنت ولا زلت من الأشخاص الذين أحبوا شخصية د. عبدالرحمن الراشد، فقد ترك أثراً عميقاً في نفسي، وكنت اقرأ مقالاته بصمت، وأتابع ما يكتبه بشغف، وفي قرارة نفسي اتفقت معه في بعض كتاباته لكني بالمقابل اختلف معه في الكثير مما يكتبه، بل وكنت أعارض الكثير من آرائه، وكنت أناقشه عبر الهاتف أو عبر ال «واتس أب»، ومع ذلك بالرغم من حدة لهجتي لم يكن يغضب من ردة فعلي، فقد كان مستمعاً جيداً ويرد على كل نقطة اختلاف بهدوء شديد بدون عصبية أو تشنج، ولم يحاول أن يغلب وجهة نظره بالقوة أو بالجدال وشعرت بأني أحاور أباً أو صديقاً مقرباً، وقد كان لديه الحق في أن يغضب لكنه لم يفعل... أما أسلوبة الراقي في التعاطي فقد كان مكوناً أساسيا في شخصيته، بدليل أنه لم يتغير منذ أن عرفته عام 2006م، أيام حرب تموز حتى الآن، ولكن والحق يقال أن كثيراً من الإعلاميين المثقفين وحتى بعض العلماء والقضاة ما أن تختلف معه في أمر ما حتى يراك عدواً له، ويحاربك ويحاول الانتقاص مما تقول، ولربما قد يحمل لك في نفسه الضغينة زمناً طويلاً، فترى أن ثقافة الخلاف والاختلاف معدومة لديه؛ لأنه عمد الى شخصنة الأمور ووضعها في غير سياقها وقد يتحول الأمر بين الطرفين إلى مهاترات حمقاء، لا تليق بهم، وقد تنشر على صفحات الجرائد وقد تصل أيضا إلى المحاكم الشرعية. أستاذي العظيم د. عبدالرحمن الراشد.. وداعاً.