بينما أكتب هذه المقالة؛ تحدث الآن مشادات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على الأحداث الشنيعة التي وقعت بمسجدي القديح والعنود بالمنطقة الشرقية. البعض من فارغي الذهن والعمل فسر ما يحدث في المنطقة تحت مظلة طائفية، بينما ما جرى في الحقيقة خلاف ذلك، والصحيح هو أن الطائفية اتخذت جسرًا لعبور مطامع العدو الذي أراد استغلالها، فقاطنو المنطقة الشرقية، التي أنا أسكنها مُذ الولادة؛ يعلمون أن موضوع الطائفية لم يعد وتره حساسا كسابق عهده من الزمان.. فنحن اخوة في العمل ومقاعد الدراسة وغيرها من المجالات، وتعاملنا مبني على الاحترام المتبادل. ما حصل في القديح عمل إرهابي من عدو حقود أراد ضرب الوحدة الوطنية في المملكة وإفاقة موضوع كان في طي النسيان وتقديم عروض مجانية لنشوب النزاع الطائفي. وما حصل في العنود عمل إرهابي مجرم لاستكمال إثارة البلبلة لدى البعض الذي يعلم من الدين ما يريد أن يعلمه فقط ولا يختلف محتوى عقله من الدين عن ما تغذيه له داعش التي صرحت بأنها وراء هذه العملية. المتطرفون أينما كانوا ومن كانوا يثيرون الكره والحقد بين أرجاء الوطن، وهذا يصب في مصلحة داعش، فعندما تستهدف داعش طائفة في السعودية بالأخص في المنطقة الشرقية؛ فانما هم يتعمدون اثارة الفتن والطائفية، وكما هو معلوم تقسيم البلاد أول مطامع داعش، معتقدين أن التقسيم إثر الطائفية سيُسهل دخلوهم المملكة العربية السعودية وهذا حلم غبي لن يتحقق. الواجب علينا كشعب هو الوطنية بمعناها السامي التي لا تعرف اختلاف المذاهب أو الأديان، الوطنية التي همها سلامة الوطن من تلاعب أمثال هؤلاء واثارة هذه الفتن لزعزعة أمن الوطن وزرع بذور التعصب المُعبأ بالمذهبية التي لا تحمد عواقبها.