شيّعت أمس «الخميس» في مدينة مشهد الإيرانية، جنازة الأطفال الأربعة الذين توفوا يوم الأحد الماضي، جراء استنشاق مادة سمية كيميائية «مبيد حشري محظور استخدامه دولياً» بواسطة فتحات التكييف المركزي بأحد الفنادق هناك. ووريت أجساد الأطفال الثرى بإحدى المقابر بمدينة «مشهد» بناء على رغبة ذويهم، وهم: ديمة الفخر «13عاما»، حسن عبدالغني «3 سنوات»، حيدر علي قاسم المرهون «5 سنوات» والرضيع حسن علي العوامي «6 شهور». وبدأت مراسم التشييع عند الساعة 2.30 ظهرا، بدلا من العاشرة صباحا، نظرا لعدم اكتمال الإجراءات القانونية من قبل السلطات الإيرانية، وانطلق موكب التشييع من ساحة الحرية باتجاه ساحة الجمهورية، ووريت الجثامين الثرى في المقبرة حيث تقدم المشيعين جعفر الصفار. وقال أقارب المتوفين: إن مراسم العزاء ستجرى في أحد الفنادق بمدينة مشهد لمدة 3 أيام، وسيقام عزاء مركزي لجميع الضحايا، سواء بالنسبة لسرداق العزاء الرجالي أو النسائي. وأكّد القنصل السعودي بمدينة مشهد بالإنابة عبدالله الحمراني، أن القنصلية اهتمت في الأيام الماضية فور وقوع حادثة التسمم بضمان سلامة المصابين، وتقديم العلاج اللازم، وهو ما تمثل في مغادرة جميع المصابين المستشفى خلال اليومين الماضيين، لافتا إلى أن القنصلية قامت بواجبها تجاه المواطنين، كما سعت في الأيام الماضية إلى التواصل المباشر مع السلطات الإيرانية بهدف إنهاء إجراءات تراخيص دفن الضحايا، والذي استكمل خلال أيام قليلة، حتى تمت عملية الدفن أمس، مرجعا التأخير إلى بعض الإجراءات الروتينية من الجانب الإيراني، مضيفا، أن أسر الضحايا فضلت دفن الأطفال في موقع معين، وهو ما تطلب بعض الإجراءات النظامية، لاستكمال كافة الترتيبات بهذا الشأن. وأشار إلى أن القنصلية ستقوم بدورها في حال تقدم أولياء الدم للحصول على الدية من الجهات المسببة لحالة التسمم جراء استخدام المبيدات الحشرية، مضيفا أن المرحلة اللاحقة ستتضمن رفع دعاوى مدنية ضد مسؤولي الفندق، خصوصا وأن القنصلية وكّلت محاميا للنظر في الإجراءات النظامية، مشيرا إلى عدم تدخل القنصلية السعودية في إجراءات التحقيقات التي تقوم بها الجهات الرسمية مثل الشرطة والبحث الجنائي، منتقدا آلية تزويد القنصلية بالبيانات المتعلقة بالحادثة، مضيفا أن تلك المعلومات تفتقر للوضوح في التفاصيل. وأشار إلى أن العلاقات الوطيدة للقنصلية مع مختلف الفئات الاجتماعية، ساهمت كثيرا في إزالة الكثير من العوائق وتسهيل الكثير من الإجراءات المتعلقة فيما يتعلق بقضية التسمم الجماعي للمواطنين السعوديين في مدينة مشهد. يذكر أن مادة كيميائية سمية تستخدم للقضاء على الحشرات الطائرة والزاحفة عبر فتحات أجهزة التكييف المركزي بالطابق الرابع بأحد فنادق مشهد الإيرانية، أدت إلى وفاة 4 أطفال، وإصابة 33 نزيلا آخرين.